السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد أرسلت لكم سابقا ولكني في أمس الحاجة لكم.
أعاني من الآتي:
- ضيق بالصدر وحزن وكآبة، وخنقة، وفقدان أمل.
- أحيانا خفقان في القلب.
- التثاؤب والدموع واحمرار العين عند الصلاة، وقراءة القرآن والأذكار.
- النوم القليل والمتقطع.
- فقدان المتعة في كل شيء.
- نرفزة سريعة، وقلة صبر على أبسط الحاجات.
- وسواس في الموت، والذات الإلهية والعقيدة، فهل سيغفر الله لي أم لا؟!
- كراهية العمل أحيانا، وعدم الرغبة فيه، وأحيانا لا أريد مقابلة أحد، ولا التحدث لأحد.
- يأس وإحباط، وتشاؤم بتوقع الأسوأ دائما.
- أكره الليل والنوم جدا جدا وأخاف من النوم.
- الخوف من كل شيء.
- فشل في اختيار الزوجة أكتر من مرة، وعدم الرغبة في الزواج.
- تأنيب ضمير على الذنوب.
- أحيانا تنميل في الأطراف.
- الانطواء وحب العزلة.
- عدم القدرة على اتخاذ قرارات.
- كوابيس خاصة بالموت، وأتخيل ملك الموت يدخل علي الغرفة.
- أرى معظم الأشياء حراما.
- وشوشة في الأذن.
- أخاف من السفر.
- أخاف أن أنام لوحدي.
- أخاف على أهلي جدا.
- أخاف من الحسد والعين جدا.
- كل شيء أربطه بالموت حتى أتفه الأشياء.
- المزاج يضطرب باستمرار طول اليوم.
الأدوية الحالية.
- بروزاك (كبسولتين صباحا) المدة: شهر.
- فارين (حبة ونصف مساء) المدة: شهر.
- اسينابين (حبة مساء) المدة: شهر.
الأعراض الجانبية:
- ارتفاع الدهون الثلاثية.
- زيادة الوزن في مدة شهرين أو أقل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء. لديك استشارة سابقة أجاب عليها الأخ الدكتور عبد العزيز في شهر يونيو من هذا العام، والاستشارة رقمها (2432874) أتمنى أن تكون قد أخذت بما ذكره لك من نصائح وإرشادات.
الآن أنت أعطيت كل هذه الأعراض التي تعاني منها، وهي واضحة وجلية، وقد أعجبني منهجك في التعبير عن مشاعرك، وهذا قطعا يجعلنا أن نضع التشخيص في إطاره الصحيح. الذي بك نسميه بـ (قلق المخاوف الوسواسي) من الدرجة البسيطة، وحين أقول لك من الدرجة البسيطة أنا لا أقلل من حجم شكواك أو طبيعتها أو مكوناتها، لكن هي حقيقة الأمر، وطبعا الذي يعاني من القلق والتوتر والخوف والوسوسة لا بد أن يصاب بشيء من عسر المزاج، لا بد أن يصاب بشيء من الاكتئاب البسيط وعدم الارتياح.
هذا هو الذي بك، وهذه المسميات التشخيصية المختلفة (قلق، خوف، وسوسة، اكتئاب) لا تعني أنك تعاني من كل هذه الأمراض وكل هذه العلل، لا، هي متداخلة جدا ومتشابكة جدا، وننظر لها في بوتقة واحدة، البعض يسميها (اضطراب القلق الوجداني)، هذا أيضا مسمى قد يكون صحيحا جدا.
أنا لا أريدك حقيقة أن تضع العلاج الدوائي كعلاج أساسي، نعم هو مهم، والدواء يفيد، لكن لابد أن تركز على الجوانب الاجتماعية، لابد أن تركز على الجوانب الإسلامية، ولابد أن تركز على الجوانب النفسية، والجوانب النفسية بسيطة جدا.
أن تأخذ كل فكرة سلبية تأتيك وتستبدلها بالفكرة الإيجابية المقابلة لها، وهذا ليس خداعا للنفس أبدا، تتمسك بالفكرة الإيجابية، وكل فكر سلبي وكل شيء قبيح هنالك ما يقابله ما هو إيجابي وجميل. فروض ودرب نفسك على هذا، ودائما اترك الأمل والرجاء كأشياء أمامك، أمام ناظريك، وتذكر أن الحاضر فيه فرصة لنا لأن نتغير، ليس كالماضي، لكن الماضي ضعيف والماضي قد انتهى، الحاضر من خلاله يستطيع الإنسان أن يتغير، الإنسان يدرك، الإنسان يفهم، الإنسان لديه القدرة، الإنسان يستطيع أن يخطط، فاستفد من قوة الحاضر لتتغير أيها الفاضل الكريم.
الدكتور عبد العزيز نصحك بالرياضة، ونصحك بالتدريبات الاسترخائية، ونصحك بالتفاؤل، وهذا كله يجب أن يكون ديدنك، ويجب أن يكون طريقتك في الحياة، ولابد أن تكون لك أهداف، اسأل نفسك ما هي الأهداف التي من أجلها أنت تعيش الآن، ولابد أن تكون هنالك أهداف: أهداف على المدى القصير، وأهداف على المدى المتوسط، وأهداف على المدى البعيد.
مثلا: هدف على المدى القصير: أن تقوم بزيارة صديق لك، هذا يتم في خلال أربع وعشرين ساعة، أو أن تذهب وتزور مريضا، هذه أهداف عظيمة.
في نطاق الستة أشهر القادمة: ما هي الأهداف؟ أشياء كثيرة يمكن أن تقوم بها، مثلا: حدد هدفا، أن تحفظ أربع أجزاء من القرآن الكريم، هذا ليس بالصعب أبدا.
على المدى البعيد: ما هي أهدافك؟ الزواج، الإبداع في العمل، التطور الذاتي، التطور الفكري.
هذه كلها – يا أخي – هي الطريقة الصحيحة التي من خلالها نتغلب على القلق والخوف والوسوسة، لماذا يسيطر علينا القلق؟ لماذا تسيطر علينا المخاوف والوساوس والاكتئاب؟ لأننا نجعلها في الطبقة الأولى من تفكيرنا، لا، الطبقات الأولى، الطبقات العليا هذه يجب أن نعطي أسبقيات لأشياء أكثر فائدة.
بالنسبة للعلاج الدوائي: هذه الأدوية متقاربة جدا، وأنا أرى أن البروزاك دواء جيد جدا، ولا أرى هنالك حاجة كبيرة أو كثيرة لبقية الأدوية، البروزاك بمعدل كبسولتين في اليوم علاج رائع، ويمكن أن تدعمه بعقار (ديناكسيت) حبة واحدة في الصباح، وهذا يكفي تماما.
احرص على الرياضة حتى تعالج ارتفاع الدهون الثلاثية وزيادة الوزن.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.
-------------
استشارات مرتبطة: (2170974 - 2216664 - 2306102 - 2132287).