السؤال
أنا شاب تخرجت من كلية الطب، وعلى أعتاب اختيار تخصصي الطبي، وترتيبي في دفعتي متقدم، ولست من الأوائل، ستكون لي فرص في اختيار تخصصات لها تعيين ووظيفة دائمة في جامعتي.
أسرتي لها رأي أن آخذ إحدى تلك التخصصات المحدودة، وأن لا أضيع تلك الفرصة، ولكن رغبتي في تلك التخصصات ضعيفة، من نواحي كثيرة، من ناحية حبي للتخصص.
من ناحية أستفيد من هذا التخصص من مال، وأنا لا أريد أن أعتمد على أهلي ماديا لفترة كبيرة، فأنا إنسان عصامي الطبع، ولا أحبذ أن آخذ تخصصا لا أستطيع أن أعول نفسي به إلى منتصف الثلاثينات، أو أكثر، ولكن بالنسبة لهم، وللمجتمع حولي أن من يتثبت في الجامعة أمر جيد جدا خصوصا فيما بعد، ولهم حق في ذلك بالطبع.
ولكني لا أستطيع أن أجبر نفسي على آخذ تخصص غير مقتنع به، وفي نفس الوقت أريد أن أرضي أهلي فهم من ربوني، ولهم فضل علي، وهم أطباء في الجامعة أيضا، ويقال لي كثيرا أنك ستحب أي تخصص فيما بعد حتى لو لم تكن مقتنع به من البداية.
القرار في يدي بالطبع هم لن يجبروني على شيء، ولكني محتار جدا، أدعو الله دائما وأستخيره ولكن قراري مبهم إلى الآن، هل أسير في طريقي أم أرضيهم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ yassin حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن اختيار التخصص يرتبط بعدة عوامل، فكثيرة هي أحلامنا، وآمالنا، ولكن هل هذه الأحلام تتطابق مع ما نمتلكه من قدرات؟ ولمساعدتك في ذلك أقدم لك مجموعة من الإرشادات العملية التالية:
- قيم قدراتك، حيث حدد نقاط القوة ونقاط الضعف التي تمتلكها، فهي التي سوف تحدد موقعك أين سوف يكون.
- استفد من مشاعرك وثق بها، فأنت الأقدر على تحديد ما تريد.
- انتبه للتفاصيل التي يجمع عليها جميع من استشرتهم في قرارك، ولا تراهن على تنوع الرؤى.
- اختر التخصص الذي سوف تكون أقدر على النجاح والإبداع فيه من الناحية العملية، وليس التخصص الذي تميل إليه.
- اختر التخصص غير المشبع بالخريجين، فكر بما يحتاجه سوق العمل.
- اختر التخصص الذي تراه يتلاءم مع شخصيتك وقدراتك، وينفعك من الناحية المالية.
- اختر تخصصا يمنحك فرصة تأسيس عملك الخاص المستقل في المستقبل.
- بعد جمع المعلومات بناء على ما سبق يمكنك الآن اتخاذ قرار مبني على قناعة تامة.
- نوصيك بصلاة الاستخارة فهي سنة، والدعاء فيها يكون بعد السلام كما جاء بذلك الحديث الشريف، وصفتها: أن يصلي الشخص ركعتين مثل بقية صلاة النافلة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن، ثم يرفع يديه بعد السلام ويدعو بالدعاء الوارد في ذلك، وهو: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسميه .. من دراسة أو سفر) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به. رواه الإمام البخاري.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.