ابن عمي يعاني من اضطرابات نفسية وتفكير بالموت عند ممارسة العمل

0 248

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابن عمي عمره حوالي ثلاثين سنة عازب، مع أن أهله حاولوا كثيرا لكي يزوجوه لكنه رفض، يعمل في مجال التعهدات، لديه أفكاره الخاصة التي لا يتنازل عنها، والذي يحصل له بأن حالات غريبة تصيبه أحيانا، فمثلا عندما يكون في العمل ويكون العمل في أوجه ويتطلب وجوده يبدأ بالتفكير بالموت ويقول لنفسه: لماذا أنا أعمل؟ ولماذا أتعذب؟ فأنا سأموت ويحاول أن يترك العمل، وأحيانا يفكر بأن الموت سيأخذ منه كل الناس الذين يحبهم، ومع هذا كله فهو لا يخاف من الموت، وكان أيضا يحب العزلة والجلوس لوحده وكتابة مذكراته، فما تفسير هذه الحالة؟ وشكرا جزيلا لكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز / أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فجزاك الله خيرا على سؤالك واهتمامك بابن عمك.
حقيقة هذا الأخ الذي تحدثت عنه، من الواضح أنه مصاب بنوع من الوسواس القهري، وحين تنتابه الأفكار الوسواسية تجعله يترك العمل ويبدأ في هذه الاكترارات الفكرية، والتي كما ذكرت تحمل سمات الوسواس.

أما حبه للعزلة والجلوس وحده، وكتابة مذكراته، فربما يكون هو نوع من الانصراف إلى الذات، وهذا سمة من سمات الشخصية، أو ربما يكون أنه يعاني أيضا من درجة بسيطة من الاكتئاب النفسي، والذي يكون مصاحبا في كثير من الحالات للوسواس القهري.

هذا الأخ سيستفيد كثيرا بإذن الله من العلاجات الدوائية، والدواء المفضل في حالته هو العقارات التي تنشط مادة السيروتينين في المخ؛ حيث يعتقد أن اضطراب السيروتينين هو الذي يؤدي إلى الوسواس القهرية والاكتئاب.

الدواء الذي ننصح به هو بروزاك، وجرعة البداية 20 مليجرام (كبسولة واحدة) بعد الأكل يوميا، لمدة شهرين، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، ويستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم يخفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم، ويستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر.

سيكون من المفيد جدا أن تناقش ابن عمك هذا في هذه الأفكار الذي تنتابه، وتحاول إقناعه عن طريق الحوار بأن هذه أفكار سخيفة وسواسية، وعليه أن لا يعتريها اهتماما، وأن يحاول استبدالها بأفكار أخرى مضادة لها.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات