السؤال
السلام عليكم
الى الدكتور/ محمد عبد العليم حفظه الله.
أنا صاحب الاستشارة رقم 2460809 وقد قلت لي في ردك: والشيء الآخر: ربما يكون حدثت لك حساسية على مستوى الموصلات العصبية الدماغية الخاصة بالسيروتونين، فأصبحت لك قابلية شديدة جدا لظهور الأعراض حتى ولو بجرعات صغيرة.
أريد أن أعرف كيف أحل مشكلة الحساسية التي أصبحت عندي اتجاه مضادات الاكتئاب والذهان؛ لأني جربت أن أبقى على (سيروكسات 20 مل) لمدة شهر ورغم ذلك بقي القلق قوي، كما أن مضادات الاكتئاب بجرعات كبيرة تسبب لي مزاجا سيئا جدا بل حتى (الديباكين) يصيبني بقلق كبير جدا حتى بجرعة 1000 مل مما يعني عدم إصابتي بالاضطراب الوجداني.
سؤال آخر: هل من الممكن لو جمعت مضادات الاكتئاب مع مضادات الرعاش مثل (simenet) ممكن أن أتحمل مضادات الاكتئاب؟ وما هي مضادات الرعاش التي تعطى لكي يتحمل الإنسان مضادات الاكتئاب بجرعات كبيرة؟
أرجو إعطائي الخطوات التي أقوم بها لأنك في المرة السابقة شخصت الحالة دون إعطائي الحل.
وجزاك الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأنا متأسف جدا إن لم تكن إجابتنا مقنعة أو واضحة بالنسبة لك، وكما تعرف أن هذه الاستشارات الالكترونية فيها محدودية مهما أبذل الجهد من أن تكون ممتازة ورصينة.
أيها الفاضل الكريم: عملية وجود حساسية على مستوى الموصلات العصبية هذه احتمالية مطروحة، ونعرف تماما أن بعض الأدوية لها فعل عكسي، مثلا البروزاك - على وجه الخصوص – أعرف عددا من الناس حين يتناوله يصابون بتهيج وعصبية شديدة جدا لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وإذا صبروا عليه بعد ذلك تتحسن أحوالهم جدا، وهكذا.
أخي الكريم: هذه الظواهر وردود الأفعال من الأدوية معروفة، وهذه الحالات نادرة جدا، وأعتقد أن حالتك من الحالات النادرة جدا.
أخي: أنا أقترح لك أن تذهب وتقابل الطبيب مرة أخرى، وتقابل أيضا أخصائي صيدلاني متخصص فيما يعرف بالصيدلة السريرية، نحن الآن مثل هذه الحالات نعرضها على الإخوة المتخصصين في الصيدلة السريرية، وهم الحمد لله يعملون معنا في المستشفى الذي نعمل به، ونصل بعد ذلك لنتائج معقولة جدا.
مثلا: أحد الأشياء التي نقوم بها هو أن نعطي أحد مركبات الـ (بنزوديازيبينات benzodiazepines) مع مضادات الاكتئاب، أو حتى مضادات الذهان، عقار (ألبرازولام Alprazolam) أنا أعطيه في مثل هذه الحالات بجرعات صغيرة، ربع مليجرام إلى نصف مليجرام لمدة محدودة، حتى يحدث الاستقرار على مستوى الموصلات العصبية.
أيضا وجد أن كوابح البيتا مثل الـ (إنديرال Inderal) تفيد أيضا في مثل هذه الحالات.
أنا حقيقة أنصحك ألا تجرب هذه الأدوية التي ذكرتها لك لوحدك، يجب أن تكون تحت الإشراف المباشر لطبيبك، وأنا متأكد أن الطبيب لن يرفض أبدا فكرة التواصل مع أحد المختصين في الصيدلة الإكلينيكية أو الصيدلة السريرية.
طبعا عقار (سينميت Sinemet) وهو يتكون من دوائين، له خاصية أنه يحسن إفراز الدوبامين على مستوى منطقة معينة في الدماغ، الأمر حقيقة ليس بهذه السهولة، يعني: لا نستطيع أن نقول أننا إذا أعطينا دواء مثل السينميت ليحدث زيادة في إفراز الدوبامين سوف يؤدي هذا إلى حيادية في الآثار المضادة للاكتئاب، لا أعتقد أبدا أن هذه المركبات سوف تفيد أبدا.
الشيء المجرب – كما ذكرت لك – هو أحد الأدوية من مجموعة البنزوديازيبينات، وهذه الأدوية طبعا يجب أن تستعمل لفترة قصيرة، لأن القابلية للتعود أيضا واردة، كما أن مركبات ما يعرف بكوابح البيتا أيضا تساعد في علاج مثل هذه الحالات.
كما ذكرت لك – أخي الكريم – نسبة لمحدودية هذه الاستشارات والأمر يحتاج لحوار مباشر ما بينك وبين طبيبك والمختص في الصيدلة الإكلينيكية أنصح بهذا، وأعتقد أن هذه نصيحة مفيدة ومقبولة، وأسأل الله تعالى أن يعافيك وأن يشفيك، وأن ينفعك بما ذكرناه لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.