أهمية الاستخارة لمن تردد في السفر إلى الغرب للعمل

0 66

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوج، لدي ثلاثة أطفال، مطالب بالسفر للخارج إلى أمريكا للعمل هناك، وطلب العيش، ومضغوط علي بأن أسافر، ولكني خائف خوفا شديدا، ليس من السفر وإنما من المرض الذي أصابني، حيث إني أعاني من الأرق، وألم في الصدر يكاد أن يقتلني.

أكثر ما يأتي المرض عندما أغضب، ولو لأبسط الأشياء، والناس والأهل منتظرون متى أسافر، ولماذا تأخرت في سفري؟ أشعر أنهم أصبحوا يستهزئون بي؛ حيث إني هنا عاطل عن العمل، كنت أعمل في أعمال حرة لكني تركتها كلها، وتفرغت من أجل السفر.

والدي هناك في أمريكا هو وإخواني، وكذلك أصهار أبي الذين هم إخوة خالتي؛ لأن أبي تزوج بامرأة أخرى أيضا غير أمي، وقد كان بيننا وبينهم شيء من الحقد، فهم يحقدون علينا.

شكلي غير جميل، وأخاف أن أفشل هناك، آه آه ماذا أعمل؟ هل أسافر أم لا؟ الفيزة التي منحوني إياها من السفارة الأمريكية ستنتهي مدتها، ما العمل؟ هل لديكم حل لمشكلتي؟

لا تنسوني من الدعاء، والسلام عليكم ورحمة الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يكتب لك الشفاء العاجل، وأن يوفقك لما فيه الخير، وأن يرزقنا وإياك السداد والثبات.

إن المسلم عندما تشتبه عليه الأمور ولا يهتدي إلى ما فيه الخير يلجأ إلى الله، ويستخيره سبحانه، والاستخارة هي طلب الدلالة على الخير، ولأهميتها وعظم أثرها كان عليه الصلاة والسلام يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، وفيها تقول: اللهم إن كنت تعلم أن في سفري هذا خيرا لي في ديني ودنياي، وعاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي، وإن كنت تعلم أن في سفري هذا شرا لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله فاصرفه عني -حتى لا يتعلق به قلبك- واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به.

عليك بمشاورة أهل الخير والصلاح والخبرة بالأسفار، والمطلعين على الأحوال في البلاد الغربية، وبعد كل هذا (فإذا عزمت فتوكل على الله)[آل عمران:159].

الإنسان مطالب بالسعي في الأرض وطلب الرزق الحلال: (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه)[الملك:15]، وقال تعالى: (وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله)[المزمل:20]، وللأسفار فوائد عظيمة، ولكن الذي يسافر إلى البلاد الغربية ينبغي أن يكون له دين يردعه وورع يحفظه، وأن يتمكن من إقامة شعائر الدين، وأن يجتهد في تقصير مدة الإقامة هناك، واجتهد في أن تصحب ولو بعد فترة زوجتك لتعفك عن الوقوع فيما يغضب الله، وأرجو أن تحرص على الارتباط بالشباب الأخيار، وأن تكون على صلة بالمراكز الإسلامية، وستجد هناك من يعينك على طاعة الله.

أما بالنسبة للمرض الذي تشكو منه: فنسأل الله لك الشفاء العاجل، واعرض نفسك على الطبيب، فلكل داء دواء، وعليك بالمواظبة على الأذكار وتلاوة القرآن والسجود للرحمن، وابتعد عن التفكير الكثير والهموم، ولا تخف من المستقبل، فإن الأمور بيد الله سبحانه، ولا تلتفت لكلام الناس، وافعل ما يصلح لك في الدنيا والآخرة.

أرجو أن تجد العون من والدك وإخوانك، وتعامل مع الناس بالحسنى، واجتهد في نسيان الأحقاد، وكن أفضل منهم بحرصك على الخير وصلتك للرحم، ولا تعط الشيطان فرصة، والرجل لا يهتم بالمظاهر، ولا علاقة للنجاح في الحياة بشكل الإنسان، فالتوفيق من الله وحده، ولا مانع من أن تجرب، واحفظ الله يحفظك، احفظ الله بطاعته والتزام أوامره تجده أمامك يجلب لك الخير ويصرف عنك الشر، وستوفق إن شاء الله، فثق بالله وتوكل عليه، ولك منا صالح الدعاء، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات