لم تعد لي رغبة في الحياة وأفكر في الموت.

0 22

السؤال

السلام عليكم.

أنا عمري 21 سنة، نفسيتي تعبانة جدا، فلم تعد لي رغبة في أي شيء، وهذا يزعجني، فأنا أشعر بالوحدة في النهار فلذلك أنام النهار وأصحو في الليل، والصلاوات لا أصليها، أشعر بحزن شديد، وأنني غير محبوبة من الجميع، أشعر أنني وحيدة، لم تعد لي رغبة في الحياة، لا أحدا يسأل عني.

أشعر بوحدة شديدة وأفكر في الموت، وأنا خائفة بأن الله سيعاقبني، وخائفة من القبر والعذاب، لا أعرف كيف أخطط لحياتي وأرتب أوضاعي، أشعر بثقل شديد فأنا عزلت نفسي الدنيا، أحسها ضيقة، أعرف أنه لا يجوز لي أن أتحدث عن الموت، ولكن لا أعرف كيف أوقف هذه المشاعر، أشعر أني خذلت نفسي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية التي ندعوك لاتباعها وسوف تخلصك من مشكلتك بمشيئة الله:
- ابحثي عن عمل تقضين فيه يومك، فإذا كنت لا تجدين عملا في ظل الظروف الحالي، أو كنت طالبة والدراسة متوقفة حاليا، عليك البحث عن بدائل، وذلك يكون بوضع برنامج لكل يوم على حده بدءا من استيقاظك صباحا وحتى خلودك إلى النوم، وليس بالضرورة أن يتشابه برنامج الأيام، بل من الأفضل التغيير.

- حددي السلبيات في شخصيتك، واعملي على التخلص منها، بعض الأحيان الإنسان لا يرى أخطاءه ويعمل على"إزاحة" و " إسقاط" السلبيات في شخصيته، أو سلوكه على الآخرين، أو الظروف.

- بالنسبة لتقبل الناس لك أو عدم تقبلهم، يعتمد على عدة عوامل تتعلق بك وهي: الصفات الشخصية، التواصل مع الآخرين، الشكل العام، الهندام، طريقة الكلام والموضوعات التي تطرح، الأصدقاء الذين تتفاعلي معهم، مستوى التحكم بالغضب وغيرها من العوامل التي تفرضها طبيعة المكان الذي يتواجد فيه الشخص.

- لا تنعزلي عن الآخرين، وإذا كانت مجموعة من الأشخاص قد رفضوا التعامل معك، فهذا لا يعني أن العالم خال من أشخاص يتقبلونك، لذا، ابحثي عن الصحبة الحسنة الطيبة، الذين يعاملوك بأخلاق الدين، وتواصلي معهم في نشاطاتهم فهذا يجعلك أكثر انفتاحا ويكسبك مهارات التعامل.

- تفاعلي اجتماعيا مع الناس على اختلاف تفكيرهم، وليس بالضرورة أن تتبني هذا الفكر أو ذاك إذا جلست مع مجموعة "لا تشبهك"، ولكن هذا التفاعل يجعلك أكثر اطلاعا وخبرة في معظم نواحي الحياة ويوسع من مداركك وتصبح أكثر صلابة في مواجهة المشكلات.
- الاطلاع على ثقافات متنوعة، ومتابعة مجريات الأحداث في العالم.

- تحدثي مع شخص تثقين به وترتاحي للحديث معه، عن جميع مشاعرك، وأفكارك، ومشكلاتك.
- اسألي نفسك السؤال التالي: (ما هو الشيء الأصعب؟ "مواجهة صعوبات الحياة والتغلب عليها، أم أن أموت وأعذب يوم القيامة؟"
- الواجب على المؤمن التصبر والتحمل إذا حصل معه نكبة ومشقة في دنياه لا أن يعجل في قتل نفسه، بل يحذر ذلك، ويتقي الله، ويتصبر ويأخذ بالأسباب (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) [الطلاق:2] وإذا قتل نفسه فقد تعرض لغضب الله وعقابه، وهو تحت مشيئة الله.

- الانتحار هو هروب من الواقع وليس مواجهة الواقع، وهذا هو الفرق بين من يقهر ظروفه وينتصر عليها وبين من يسيطر عليه اليأس والخوف والظروف فينتحر ! لذا، فكري بطريقة إيجابية قبل أن تفكري بطريقة سلبية، وأوجدي حل لكل ما تعانيه من مشكلات سواء كانت في شخصيتك أو في الظروف التي تعيشينها بدلا من أن تنظري إلى فشل هنا وفشل هناك في حياتك.

- هناك من هم أكبر منك عمرا، وأعلى منك علما وثقافة، ولو سألتهم ليقولون لك: نحن لا نشعر أننا أنجزنا شيء لغاية الآن في حياتنا، ولكنا سوف نحاول ونحاول حتى نحقق أهدافنا.

بالنسبة للصلاة، الصلاة يا عزيزتي إضافة إلى أنها عبادة وتقرب إلى الله، فهي تعمل على إحداث الاطمئنان والسكينة في قلوبنا، يقول الله -عز وجل-: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله} أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضرها أفراحها ولذاتها: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} أي: حقيق بها وحري أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره، فإنه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له، هذا على القول بأن ذكر الله، ذكر العبد لربه، من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك، والصلاة من أسباب الهداية واستقامة العبد لأنها تنهى العبد عن المعاصي والوقوع فيها، فمن اشتغل وقته بالطاعة والذكر ابتعد عن المعاصي ومسبباتها فلقد قال الله -عز وجل- في قرآنه الكريم: (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والـمنكر) لذا إياك والتهاون بأداء الصلوات.

وعد الله -تعالى- المحافظين على أداء الصلاة بالجنة؛ فقال: (والذين هم على صلاتهم يحافظون*أولئك في جنات مكرمون)، وتوعد الذين يفرطون فيها ويتقاعسون عن إقامتها؛ حيث قال: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا)، وينظر الإسلام إلى أن التثاقل عن الصلاة صفة من صفات المنافقين الذين لا يرجون لله وقارا.

- من الأدعية العلاجية لإزالة الهم والغم، حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا، قال : فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها، فقال : بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها).

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات