السؤال
السلام عليكم.
ابنتي تبلغ من العمر سنتين وشهرين، وبدأت مؤخرا ألاحظ تصرفات غريبة تبدر منها مثلا تكون متجاوبة معي بشكل طبيعي وأحيانا لا ترد علي ولا تستجيب لي، وأحيانا أخرى تغمض عينيها من أي شخص حتى من والدها، وحين تغضب من شيء تذهب وتجلس وحدها، غير ذلك فهي -ولله الحمد- لا تشكو من أي شيء، وتلعب طبيعيا مع أبناء إخوتي، فهل هذا الأمر طبيعي أم يستدعي القلق؟
يخبرونني أنه عناد عادي، ولكنني فضلت أن أسأل خبراء في هذا الأمر.
جزاكم الله عنا كل الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ عرفة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله العافية لهذه الابنة.
الابنة ما دامت تلعب بشكل طبيعي وتتفاعل وجدانيا واجتماعيا مع أبناء إخوتك؛ هذا يدل على أنها طبيعية، لأن التفاعل الاجتماعي والوجداني يكون من خلال اللعب مع الأطفال الآخرين.
التصرفات الغريبة التي تتمثل في أنها لا ترد عليك في بعض الأحيان، ولا تستجيب، وقد تنفر حتى من والدها، وتغمض عينيها: هذه التصرفات بالفعل قد تكون تعبيرا عن شيء من العناد من جانبها أو محاولة شد الانتباه، ومثل هذه التصرفات تعالج بالتجاهل.
والطفلة أيضا محتاجة أن نعالجها من خلال اللعب، اللعب يعتبر علاجا أساسيا في مثل هذه السن، نعم هي تلعب طبيعيا مع أبناء إخوتك، وهذا أمر إيجابي، والطفل دائما يتعلم من الطفل، لكن حتى الشخص الكبير كالأم مثلا أو الأب يمكن أن يلاعب الطفل.
فإذا العلاج عن طريق اللعب أعتقد أنه سيفيد هذه الطفلة هي تعبر عن وجدانها عند الغضب من خلال الانزواء الاجتماعي – كما ذكرنا – وهذا يحدث عند بعض الأطفال نعم هي صغيرة بعض الشيء، وهذه التغيرات نشاهدها في بعض الأحيان في أعمار أكبر قليلا، لكن أنا أرجح أن هذه الطفلة إن شاء الله تعالى تكون ذكية ومقتدرة وطبيعية، فلا تقلقي، ويمكنك التواصل معنا بعد ستة أشهر مثلا لتفيدينا حول التطورات الارتقائية لدى الطفلة، خاصة فيما يتعلق بالكلام وتفاعلها الاجتماعي معكم ومع بقية الأطفال.
وإذا كانت مخاوفك شديدة وكنت في مدينة الخرطوم فيمكن أن تذهبي وتقابلي الدكتورة عائشة متوكل استشارية الطب النفسي للأطفال، وأستاذة الطب النفسي بكلية الطب جامعة الخرطوم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.