السؤال
السلام عليكم.
حقا لا أعلم كيف أبدأ الكلام، الشعور بأنني نكرة يرافقني طوال حياتي، فلا شيء أفعله في حياتي صحيح (ولا أعني أنني أرتكب المعاصي لا سمح الله)، أقصد في القرارات والأمور اليومية سواء على الصعيد الاجتماعي أو المهني، وأشعر أنني بلا فائدة وغبية، لم أتخذ قرارا صحيحا في حياتي، حتى أن علاقاتي بأصدقائي انتهت بسبب قراري الطائش الغبي.
أنا لا أعلم حقا إن كان ما فعلته صحيحا أم لا؛ لأنني أفعل شيئا أندم عليه بعد دقيقتين، فأحيانا أعتقد أنه صائب، وأحيانا أخرى ألوم نفسي مئة مرة لأنني فعلته، وبكل صراحة الأشخاص حولي لا يساعدونني بتاتا، فعلى سبيل المثال أهلي الذين من المفترض أن يرفعوا من معنوياتي هم الذين يزيدون عدم ثقتي بنفسي، فلا أسمع منهم عدا هذه الكلمات القاسية: أنت نكرة، لا فائدة منك، غبية، لم لا تصبحين مثل فلانة؟ لم لست كباقي الفتيات؟ حقا هذا يؤلمني من الداخل، خصوصا عندما يقارنونني بقريناتي من الفتيات.
حسنا أنا لست مثالية، أعلم هذا، ولست ذكية، وأنسى كثيرا، ولست لبقة بالكلام، وصبيانية، وعفوية، أقول الذي في قلبي بدون التفكير سواء إن كان صحيحا أو خاطئا، أنا من الأشخاص الذين لا يستطيعون أن يتخذوا قرارا صائبا، أحتاج دائما إلى شخص يرشدني إلى الصواب، وأحتاج إلى شخص آخذ منه النصيحة لكنني لا أجده، لهذا أنا أكتب هذه الرسالة آملة أن ترشدوني للصواب.
حقا أريد أن أصبح أفضل، أريد أن أتخذ القرارات الصائبة بدون أن أندم عليها، أريد أن يراني الجيمع بأنني قوية ومسؤولة، ولست بلا فائدة، ولكن لا أعلم كيف أبدأ من جديد، أرجو النصيحة، مع خالص شكري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية التي عليك تطبيقها ليتغير حالك إلى الأفضل بمشيئة الله:
- لا تكوني متسرعة في ردودك على الآخرين، بل تأني قبل الكلام أو الفعل، وخذي وقتا كافيا قبل إبداء رأيك، ولا تستهيني بقاعدة (عد للعشرة قبل أن تتحدث) فعلى الرغم من بساطتها، ولكنها أسلوب عملي ناجح.
- حددي ماذا عليك أن تفعلي في يومك وفي حياتك بشكل عام، حددي ميولك وهواياتك.
- أعيدي النظر بالأشخاص الذين تتعاملين معهم، ولا أقصد هنا إنهاء العلاقات، بل النظر في المسافات التي بينك وبين الأشخاص، هل هذه المسافات تتناسب مع طبيعة العلاقة، أم هناك أشخاص أقترب منهم كثيرا في حين علي أن أكون بعيدة؟ وهناك أشخاص أنا بعيدة عنهم ولكن علي أن أكون أكثر قربا منهم.
عند اتخاذ القرارات، عليك اتباع ما يلي:
- حددي المشكلة التي تودين اتخاذ قرار بشأنها.
- جمع البيانات والمعلومات والبدائل يعتمد القرار الصائب على الحصول على أكبر كم ممكن من المعطيات والبيانات تجاه الحل المقترح، فبعد التأكد من وجود المشكلة وتحديدها بدقة تبدأ عملية اختيار البدائل، وجمع المعلومات اللازمة والمتوفرة عن معظم الخيارات والحلول المقترحة، ودراسة مزاياها وعيوبها والنتائج المترتبة عند اختيار أحدها.
- ثقي بمشاعرك فهي تشكل جزءا لا يستهان به في اتخاذ القرار الصائب.
- ضعي أمامك عدة خيارات قبل اتخاذ القرار.
- فرقي بين القرار، والخطة، والمشكلة، لأنها تختلف عن بعضها من حيث طرق التعامل.
- حددي من يناصرك في حال اتخذت قرارا ما، ومن سوف يعارضك أيضا، وحضري بنود دفاعك عن قرارك.
- بعد جمع المعلومات بناء على ما سبق ذكره، اتخذي قرارات قابلة للتحقيق في الوقت المناسب.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.