ضعف الذاكرة .. أسبابه العضوية والنفسية وكيفية علاجه

0 474

السؤال

بسم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم.
في الآونة الأخيرة أصبحت أعاني من مشكلة كانت معي منذ أمد، وهي الفقدان السريع للحفظ أو المعلومة بدرجة تخيفني كثيرا، فلقد فقدت حفظ ما يقارب من خمسة عشر جزءا من القرآن (نقص المراجعة له دور في ذلك لا أنكر)، ولكن عند الحديث أنسى بعض الكلمات ولا تحضرني، وأبحث عن مرادف لها أو أتعطل عن الكلام أو لا أجد الكلمة!
أحسب أن لدي فهما عميقا وحرقة قوية، ولكن هذه المشكلة سببت لي ضعفا في الكلام وخيانة الذاكرة في كل مرة أحتاج إليها.
شكر الله لكم وبارك في جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ عبد الرزاق حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالنسبة لضعف الذاكرة، توجد أسباب عضوية، وأسباب أخرى نفسية، أما بالنسبة للأسباب العضوية، فمن أكثر الأسباب التي تؤدي هي تصلب الشرايين، خاصة شرايين المخ، والذي يؤدي إلى قلة الدورة الدموية في خلايا المخ، كما أن ضعف إفراز الغدة الدرقية يؤدي أيضا إلى ضعف وفقدان الذاكرة.

وتوجد أمراض أخرى تعرف بحالات الخرف أو العته، ومنها علة الزهايمر تسبب إضعاف الذاكرة، ولكن الحمد لله أنت قطعا لم تبلغ العمر الذي تحدث فيه المسببات العضوية لفقدان الذاكرة.

أما الأسباب النفسية التي تؤدي إلى فقدان الذاكرة أو ضعفها، فمن أهمها في مثل عمرك القلق والتوتر، والاكتئاب النفسي، فأرجو إن كانت لك أي إشارة أو علامة من هذه العلامات أن تعالج الاكتئاب النفسي، والاكتئاب النفسي أو القلق يعالج عن طريق الأدوية، ومن أفضلها العقار الذي يعرف باسم إيفكسر، والذي تنتجه شركة كندية، وجرعة البداية هي 37.5 مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بنفس المعدل كل أسبوعين حتى تصل إلى 150 مليجرام في اليوم، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها بنفس الطريقة، أي 37.5 مليجرام كل أسبوعين، ولابد من التدرج في بداية هذا الدواء، وكذلك حين تود التوقف عنه.

هنالك شيء بسيط ذكرته في رسالتك يستحق الانتباه والوقوف عنده، وهو أنك أحيانا تبحث عن الكلمات ولا تجدها، هذا يحدث أمانة وصدقا في بعض حالات الجلطات البسيطة التي تؤثر على أجزاء معينة من المخ، والتي ربما لا يلحظها الإنسان، وأرجو أن لا يسبب لك هذا الأمر انزعاجا، ففي أغلب الظن أنه لا ينطبق عليك، لكن أردت أن أذكره من قبيل الأمانة العلمية، ويمكن التأكد من ذلك بأخذ صورة مقطعية أو صورة عن طريق الرنين المغناطيسي للدماغ، والتي توضح إن كانت هنالك أي جلطات بسيطة مرت دون أن تلاحظ.

لا شك أنه بالنسبة لحفظ القرآن الكريم لابد من المراجعة المتكررة، فهو يتفلت من الإنسان كما هو معروف، والحمد لله أنت على دراية بذلك، كما أريد أن أضيف لك أيها الأخ العزيز أنه توجد الآن أبحاث قام بها أطباء مسلمون تؤكد أن حفظة القرآن هم من أقل الناس من ناحية التدهور في الذاكرة، أو الإصابة بالعته أو الخرف، وهذه حكمة بليغة.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات