السؤال
السلام عليكم
لدي وسواس شديد في الوضوء والصلاة، وأمره وسواس النية، حيث إني بعد أن أنوي وحين أشرع في وضوء أو صلاة أو غسل أشعر أنه ليس لدي نية أصلا لهذه العبادة.
هذا عذبني وأهمني حتى إني أضرب رأسي حتى على الحائط بسبب هذا الإحساس، ماذا أفعل؟ علما أني قرأت كثيرا عن علاج الوسواس لكن هذا الإحساس قهرني، وكذلك الوساوس الكفرية ووسواس الردة يعذبني، وكثيرا ما أستغفر وأشهد خاصة قبل الوضوء والغسل والصلاة.
هل يعرض الموسوس في عبادة ما عن الوسواس في العبادات الأخرى مثلا إذا كان المرء موسوسا في الصلاة فقط وعرض له يوم شك أثناء الوضوء هل غسل هذا العضو أم لا؟ هل يعرض عن هذا الشك لكي لا ينتقل الوسواس إلى الوضوء أم يطرح الشك ويعمل باليقين؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ربيع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، وأسأل الله أن يتولاك بحفظه، والجواب على ما ذكرت:
- الوسواس الذي طرأ في نفسك هي مرحلة يمر بها البعض، وإذا أحسنوا في الخلاص منه، فإنه يزول عنهم بإذن الله تعالى، فالوسواس الذي سيطر عليك ينبغي أن تكون حازما في الخلاص منه، بكثرة ذكر الله، وأن تكثر من الدعاء بأن يقيك الله شره.
كلما طرأ عليك الوسواس قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأكثر من قراءة المعوذات وسورة الناس، وعليك لزاما بقطع التفكير فيما يدعوك إليه، ولا تلقي له اهتماما، ولا تستجب له مطلقا.
- مسألة النية كلما أردت أن تفعل شيئا وضوء أو صلاة، وشرعت فيه فهذه هي النية وقد حصلت منك، وأصبحت قائمة في نفسك، بدليل وأنت تتوضأ، إذا رآك أحد الناس لعلم أنك تتوضأ، وإذا سألك ماذا تفعل؟ لتعجبت من سؤاله لأنك طبعا تتوضأ، ولهذا إذا جاءك الوسواس بأن النية لم توجد أصلا، فلا تلتفت إليه واستمر في وضوئك، وإذا استجبت له، فإنه يتسلط عليك، ولا يجعلك تتوضأ، ويضيع عليك الصلاة.
- قراءتك عن الوسواس يحتاج منك بعد ذلك أن تعزم على ترك الالتفات إليه، ولا تستجب لما يدعوك إليه، فهذه هي الثمرة من القراءة، وإذا لم تفعل شيئا فإن الوسواس سيظل مسطيرا عليك.
- في مسألة الخوف من الردة، فقد جاء في الحديث أن أناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جاءوا إليه، فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: (وقد وجدتموه؟) قالوا: نعم، قال: (ذاك صريح الإيمان) رواه مسلم، وورد أن رجلا جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إن أحدنا يجد في نفسه -يعرض بالشيء- لأن يكون حممة _ فحمة _أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: (الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة) رواه أبو دواد.
الواجب عليك أن تقطع التفكير في هذا الردة، وأنت ما زلت مسلما أن وجود هذا الأمر مجرد كيد شيطاني، يلزم عليك كلما طرأ هذا في نفسك بعد أن تقطع التفكير فيه، أن تقول: (آمنت بالله ورسله، آمنت بالله ورسله، وتقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، وبهذا يذهب عنك إن شاء الله تعالى.
- من جانب آخر فإن الوسواس يبدأ في الوضوء ثم الصلاة، فإذا تساهل معه المصاب، فإنه يترقى إلى الخوض في أمور العقيدة والتوحيد، والخوف من الردة، وهذا يحتم عليك أن تسارع في علاج الوسواس قبل أن يضرك في دينك وعقلك.
- قاعدة اليقين لا يزول بالشك قاعدة شرعية فقهية، تعني أنك إذا كنت متيقنا أنك فعلت شيئا مثل غسل عضو، فيأتي الشك من الوسواس، ويقول لك لم تغسل العضو، فالواجب عليك أن تعمل باليقين وهو أن العضو قد غسل، وتستمر في الوضوء، ويصح وضوؤك، وهكذا سائر العبادات التي يطرأ فيها الوسواس.
- الوسواس كما تقدم يتدرج يبدأ في أمر يسير فإذا استجاب له المصاب، فإنه يتطور شيئا فشيئا، ولهذا وجب سرعة الخلاص منه من البداية، قبل أن يتمكن من عقلية المصاب.
وفقك الله لمرضاته.