وسائل ضبط النفس والتحكم بالانفعالات الشخصية

0 729

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو نصحي حول الأسلوب الأمثل للسيطرة على انفعلاتي والسيطرة على نوازع نفسي من حب للآخرين أو الكره لهم أو الإكثار من الشكوى، حيث إنني سريع الانفعال وكثير الشكوى لأي أمر يصيبني، بالإضافة إلى أنني أشعر بشفافية نفسيتي، حيث يستطيع آخرون قراءة انفعالات وجهي.

بالإضافة إلى أنني أتحدث أحيانا عن أمور خاصة مثلا مالية أو أسرية يجب ألا أتحدث فيها، مما يضعني في موقف محرج أمام نفسي والآخرين، وكيف أطور من قدرتي على الانضباط والصبر؟
وجزاكم الله خيرا.

وكذلك أرجو التكرم بإفادتي حول الأسلوب الأمثل الذي أحصل فيه على لحظات استرخاء تعيد لي نشاطي، حيث أنني نادرا ما أحصل على الاسترخاء، فقط أحصل عليه أحيانا وأنا صائم أو عند السفر، فيحصل الاسترخاء متمثلا في النوم ولو قليلا، ولكن يكون كافيا، حيث إنني أنام أكثر من 5 ساعات ولكن لا أشعر بالراحة فيها، فأنا أريد طريقة توصلني لتلك المرحلة من الاسترخاء أو المرحلة من الراحة من خلال العودة بالذاكرة للحظات السعادة والصحة، وأحاول استرجاع جميع لحظات الصحة والمرح في حياتي واللحظات التي كنت أستلقي في فراشي، فأنام نوما مريحا، أرجو نصيحتكم، وهل هذه الطريقة لها مكان في علم النفس أو العلاج النفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ بلال حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فجزاك الله خيرا أيها الأخ الفاضل.
من أهم الأساليب التي يمكن أن يسيطر فيها الإنسان على انفعالاته هو أن يتذكر دائما أن الاندفاع والإقدام السريع على مواجهة الآخرين سوف يضر بعلاقته مع الطرف الآخر.

ثانيا: من الضروري جدا أن تعبر عن ما بداخلك في لحظته، خاصة الأشياء الصغيرة والبسيطة التي لا ترضيك، فإذا سكت الإنسان عن أشياء البسيطة يؤدي ذلك إلى تراكمها وإلى الكثير من الاحتقان النفسي الذي يؤدي إلى العصبية والتوتر وعدم التوازن النفسي بصفة عامة.

ثالثا: من الضروري جدا أن تكون منظما لوقتك وأن تتعلم فن إدارة الوقت بأن تحدد واجباتك التي يجب أن تقوم بها وأن تخصص وقتا لراحتك ووقتا لنومك، لقد وجد أن ممارسة الرياضة خاصة الرياضة الجماعية تؤدي كثيرا إلى الاسترخاء وإلى اختفاء العصبية، وتجعل الإنسان أكثر صبرا ومقدرة على ضبط مشاعره.

لا شك أنك أيضا إذا اتبعت الأسلوب النبوي في أن تتجنب الغضب، وإذا أصابك عليك أن تتوضأ وأن تستغفر وأن تغير مكانك وأن تصلي ركعتين، هذه الرياضة النفسية الروحية السلوكية تعود على الإنسان بعائد كبير فيما يخص صحته النفسية، فأرجو أن تكون حريصا على ذلك.

بالنسبة للشق الثاني في سؤالك والذي يتعلق بالاسترخاء؛ حقيقة توجد عدة أنواع من تمارين الاسترخاء، والاسترخاء في حد ذاته أيضا يساعد على ضبط النفس وعلى تقليل الانفعالات، الطريقة الأفضل والأسهل هي الطريقة التي تعرف باسم طريقة جاكبسون، وهنالك عدة كتيبات وأشرطة في المكتبات توضح الكيفية التي يمكن أن يؤدي بها الإنسان هذه التمارين، وبصورة مختصرة يمكنك أن تؤدي هذه التمارين عن طريق الاستلقاء في غرفة أو في مكان هادئ وعلى سرير مريح أو كرسي، وبعد ذلك تغمض عينيك وتفتح فمك قليلا وتتأمل، أي أن تنقل نفسك ومشاعرك بصورة فكرية على أنك الآن تعيش وضعا استرخائيا، ثم تبدأ في أخذ نفس عميق وهذا هو شهيق، ويكون هذا النفس ببطء، ولابد أن تكون مدته حاولي 45 ثانية إلى دقيقة كاملة، ثم بعد ذلك تمسك الهواء في صدرك لفترة قصيرة ثم تخرج الهواء فيما يعرف بالزفير ويكون أيضا بقوة وبطئ ويكون مدته أيضا 45 ثانية إلى دقيقة كاملة.

يمكنك أن تكرر هذه التمارين أربع إلى خمس مرات متواصلة، أي في الجلسة الواحدة، وأن تكررها مرتين إلى ثلاث في اليوم.

توجد أيضا تمارين استرخائية للعضلات، وهي أن تأخذ عضلات الجسم مجموعة بأن تبدأ بعضلات القدمين وتتأمل أنك تسترخي الآن في قدميك ثم تنتقل إلى الساقين ثم إلى عضلات الحوض وهكذا حتى عضلات الرقبة والصدر، هذه التمارين تمارين فعالة وجيدة جدا تساعدك إن شاء الله كثيرا في الاسترخاء وتساعدك أيضا في أن يذهب عنك الغضب والانفعال وأن تكون أكثر انضباطا في تفاعلك مع الآخرين.

إذا كان الأمر بالشدة الشديدة هنالك أدوية بسيطة تعرف بمجموعة المطمئنات ومنها العقار الذي يعرف باسم فلونكسول، تساعد أيضا في التخلص من الحدة والتوتر الداخلي، وجرعة هذا الدواء هي نصف مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم بعد ذلك يمكن أن يتناوله الإنسان عند الضرورة أو عند اللزوم.

أرجو أن تتبع هذه الإرشادات وستجد إن شاء الله أن نمط حياتك أصبح يتغير وأنك أصبحت أكثر استرخاء وتواصلا مع الآخرين.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات