لدي خوف ورهاب وأرق وتقلب مزاج عنيف، كيف أتخلص من كل ذلك؟

0 33

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا كنت أعاني من الخوف والرهاب، فتناولت أدوية الاكتئاب (لو سترال) ووصلت بالجرعة ل 150، ثم ايفكسور، ووصلت ل 220، ثم بروزاك ووصلت ل 80، ثم زيروكسات ووصلت الب 40، ثم اسيتالبرام ووصلت ل 20، لفترة، توقف مفعولها بشكل غريب مع مرور الوقت، تقريبا شهرين، لكنها أدت بي إلى قرحة في المعدة رهيبة، وسمنة مفرطة، وانقطاع في النفس أثناء النوم.

زرت طبيبا آخر كبيرا فمصرف وصف لي أدوية اكتئاب أخرى (فافرين) وللأسف كان أبشع مضاد اكتئاب، فكنت آخذه وأدخل في اكتئاب، ومعه (ابيكسدون 0.5 كل 12 ساعة) فتوقف النفس لدي، وتوقفت عن الدواء.

الآن لدي حالة من العصبية والاكتئاب العنيف، تخف في الصباح وتشتد في المساء، ومن خلال خبرتي أعتقد أن ما أعاني منه ثنائي القطب، وأعراض الهوس عندي ليست في الشكل الطبيعي، لكن تتكون في شكل عصبية، وأوقات يكون ممتازا، وبالليل اكتئاب وحزن عنيف.

أريد منكم مثبت مزاج جيد، لا يزيد الوزن ولا يسبب الأرق، وأرجو أن أتناوله مرة واحدة، مراعاة للحالة المادية، علما بأن (لاميكتال) يسبب لي أرقا، ولا أجد تحسنا عليه بعد شهر ونصف من استعماله، ولا أتحمل جرعة ١٠٠ صباحا ومساء، لو أمكن أن أضيف معه (لاميكتال) لكن أكره تعدد مراعات صباح ومساء، نتيجة لظروف عملي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ doctor حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الجرعات التي أخذتها للخوف والرهاب من مضادات الاكتئاب جرعات كبيرة جدا – أخي الكريم – وأتمنى أن تكون قد تناولتها أو أخذتها تحت إشراف طبي وليس من تلقاء نفسك، ودائما أنا أنبه في الردود على الاستشارات أهمية تناول هذه الأدوية تحت إشراف طبي، والغرض الأساسي من الإشراف الطبي هو تحديد الجرعة المناسبة، والتوقف عند حدوث مضاعفات جانبية، أو إذا لم يتحسن الشخص على الأدوية، وهذا ما حصل معك من الآثار الجانبية التي حصلت أخي الكريم، ونأمل أن تزول بإذن الله، وبالذات طبعا زيادة الوزن بعد التوقف وعمل تمارين وعمل نظام صحي إن شاء الله ينخفض الوزن إلى درجة كبيرة.

أما بخصوص ما تعاني منه الآن: لا يستطيع الإنسان تشخيص نفسه في المقام الأول، حتى ولو كان طبيبا نفسيا، والشيء الثاني: دائما لا ننصح الشخص أن يتجنب تشخيص نفسه فقط، بل ننصح زملائنا الأطباء بأن لا يشخصوا أقربائهم المباشرين مثلا، أو الأقرباء من الدرجة الأولى، مثل الزوجة والأبناء والأب والأم، وهكذا، ويستحسن دائما أن يحولوهم إلى زملائهم الأطباء لتشخيصهم ومتابعة العلاج لهم.

أنت لم تشير إلى أي أعراض واضحة لثنائي القطبية، وثنائي القطبية – أخي الكريم – إما أن يكون من الدرجة الأولى، ويعني هذا حدوث نوبة هوس كاملة، أو من الدرجة الثانية؛ ويعني حدوث نوبة هوس خفيفة، أو ما يعرف بالـ (Hypomania).

الشيء الآخر: دائما الاكتئاب يكون شديدا في أول النهار وفي الصباح، ويتحسن في الليل، وهذا عكس ما تقوله أنت، بأن الاكتئاب يكون دائما سيئا بالليل، الاكتئاب دائما تزيد أعراضه في الصباح الباكر، وفي الليل عادة تتحسن هذه الأعراض.

لذلك – أخي الكريم – أرى أن تقابل استشاري طب نفسي آخر، ولا تيأس حتى ولو كانت لك بعض التجارب السيئة مع بعض الأطباء، مثل ما حصل مع الفافرين، الفافرين – أخي الكريم – أساسا هو دواء آثاره الجانبية كثيرة، ولذلك دائما نحن ننصح بأن يبدأ الشخص بجرعة صغيرة، ثم ترفع الجرعة بالتدرج. آثاره الجانبية كثيرة ونحن عادة لا ننصفه إلا للوسواس القهري، ونتجنب وصفه للحالات الأخرى.

من ناحية إجابة نظرية على سؤالك: معظم مثبتات المزاج قد تزيد الوزن، ومن ضمنها الليثيوم، والليثيوم قد يكون بدرجة أقل، وبعده الصوديوم فالبروات، الكاربامازيبين، واللامتروجين، كلها قد تزيد الوزن، ويجب أن تأخذها تحت إشراف طبي ولا تأخذها من تلقاء نفسك.

لو اعتبرنا الإريببرازول مثبتا للمزاج الآن، ويستعمل كدواء إضافي لحالات الاكتئاب التي لا تستجيب بصورة لأدوية الاكتئاب الأخرى ولا يزيد الوزن، قد يكون الإريببرازول هو أفضل دواء في وضعك الحالي، يجب أن تذكره للطبيب لوصفه لك، وطبعا تعرف جرعته، تبدأ من خمسة مليجرام، عشرة مليجرام، خمسة عشر مليجرام، وأقصى جرعة هي ثلاثين مليجراما، ولا أرى أنك تحتاج إلى ثلاثين مليجراما، قد تحتاج عشرة أو خمسة عشر مليجراما، وكما ذكرت هو مثبت للمزاج، وأيضا يعالج أعراض الاكتئاب، ويجب أن تستمر في تناوله لعدة أشهر، وأكرر: يجب أن يكون بعد التشاور مع طبيب نفسي لمتابعة الإريببرازول.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات