السؤال
السلام عليكم.
كثر في الفترة الأخيرة الحديث عن التعليم الافتراضي وما له من فوائد، وكثر الحديث عن مشاكل التعليم التقليدي، فما هي هذه المشاكل التي توجد في التعليم التقليدي؟
السلام عليكم.
كثر في الفترة الأخيرة الحديث عن التعليم الافتراضي وما له من فوائد، وكثر الحديث عن مشاكل التعليم التقليدي، فما هي هذه المشاكل التي توجد في التعليم التقليدي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ Manar حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن ينفع بك بلاده، والعباد وأن يلهمك السداد والرشاد.
فإن مناهج التعلم هي القوالب التي تخرج المبدعين والمنتجين، وإذا وجد المنهج المناسب والعلم الناجح فقد توفرت أهم أركان النجاح والتطور في المجتمعات، ولابد لخبراء التربية والتعليم من النظر إلى المستقبل والاجتهاد في تحديد المطلوب ووضع الأهداف البعيدة والقريبة.
ولاشك أننا نعيش في عصر التخصصات الدقيقة فكان لابد من تعليم يواكب التطورات العالمية شريطة أن يحافظ على قيمنا وأخلاقنا، وقبل ذلك عقيدتنا، ويخطئ من يظن أن التطور يكون بالتنصل من الدين والقيم، ولا يخفى على أحد ما حققته الحضارة الإسلامية من إسهامات حضارية ضخمة تتكئ عليها حضارة اليوم، وقد فعلوا ذلك وحافظوا في نفس الوقت على قيمهم، وأحسن من قال :
كانت أوروبا ظلاما ضل سالكه **** وشمس أندلس بالعلم تهديه
كنا أساتذة الدنيا وقادتها *** والغرب يخضع أن قمنا نناحية
واليوم تقنا لعز فر من يدنا *** فهل يعود لنا ماض نناجيه
في العلم والأخلاق مجدكم ** هذا البناء الذي يعلو ببانيه
ونحن مطالبون بالاهتمام بما يقربنا إلى الله ويؤهلنا لعبادته على هدى وبصيرة، ثم علينا بعد ذلك أن نطلب من العلوم الكفائية ما يؤهلنا لقيادة الدنيا والخير والفضيلة والرحمة، والمناهج التقليدية لا تفي بهذا الغرض لأنها وضعت لزمان غير زماننا، ومن واجبنا أن نبقي ما فيها من الخير، وندرس من علوم العصر ما ينفعنا ويحقق مصالحنا، والعاقل يبدأ في علوم الدنيا من حيث وصل غيره، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها، وهذا يدعونا إلى أن نطور مناهجنا ونحسن من طريقة عرضنا للعلوم ونستخدم وسائل الإيضاح الحديثة، فإن التطورات الحاصلة هي كسب لحضارات كثيرة، ومن المفيد كذلك للشعوب الإسلامية أن تهتم بالتعليم الموجه الذي يلبي احتياجات الأمة حتى لا نحتاج لغيرنا في أي مجال من المجالات.
ومن الضروري أن نعلم المرأة ما يناسبها كأم ومربية وداعية وطبيبة، ولا نقحمها في تخصصات الرجال التي تحتاج إلى تعب وجهد وسفر وسهر وكل ذلك لا يناسب أنوثتها ويصادم أمومتها التي هي السر في تكريمها ورفعتها.
والله ولي التوفيق والسداد.