أعاني من رعشة في اليدين عند فعل أي عمل.. ما السبب والعلاج؟

0 28

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ فترة من الخوف من التحدث أمام الناس، وأحس بارتجاف في جسمي وتعرق، وتغير في نبرات الصوت، ودقات قلب متسارعة، حتى عندما أصلي مع الجماعة في المسجد أحس بارتعاش في جسمي، وعندما أحاول أن أفعل أي حاجة أحس بارتعاش في اليدين.

ما السبب، وما العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية.

أنت لديك درجة بسيطة جدا مما يمكن أن نسميه (بقلق الأداء) أو (خوف الأداء) وهو نوع من الخوف الذي يحدث عند المواجهات، وأنا أؤكد لك أن هذا الأمر أو هذه الظاهرة لا تدل أبدا أن الإنسان جبان أو ضعيف الشخصية أو ضعيف ومضطرب الإيمان، الخوف من هذا النوع يكون ناتجا من تجربة حدثت في الطفولة، في مجتمعاتنا كثيرا ما يتعرض الطفل للتخويف، وقد لا يعطى هذا الأمر أهمية في وقته، لكن يظل حبيس وجدان الطفل، ويسجل ويشفر في داخل الدماغ ليظهر في شكل مخاوف.

إذا هو خوف مكتسب متعلم، وأي شيء مكتسب ومتعلم يفقد من خلال التعليم المضاد، فالأمر في غاية البساطة.

أولا: أنا أؤكد لك أن هذه التغيرات الجسدية التي تحدث لك عند المواجهات -وكذلك الخوف- هي ناتجة من تغيرات فسيولوجية بسيطة في الجسم، وأؤكد لك حقيقة أخرى، وهي أن من يشاهدك لا يلاحظ عليك هذه المتغيرات، دقات القلب لا أحد يلاحظها، حتى نبرات الصوت تغييرها ليس بالشدة والقوة التي تحسبها وتراها، وارتعاش الجسم أيضا لا يظهر ولا يلاحظه الآخرين، فإذا يجب أن تكون مطمئنا من هذه الناحية.

من الناحية الثانية: أهم وسيلة في العلاج هي تحقير فكرة الخوف، والاستمرار في المواجهات، بل الإكثار منها وعدم التجنب، وأريدك أن تعتمد على تمرين نفسي بسيط جدا، وهو تمرين في الخيال، أن تتصور نفسك مثلا أمام مجموعة من الناس، وأنك تصلي مع الجماعة في الصف الأول، وأنه في بعض المرات طلب منك أن تصلي بالناس، عش هذا الخيال لمدة لا تقل عن عشر دقائق في كل جلسة، هذا مفيد جدا.

الأمر الآخر: الناس الذين يواجهون ويتحدثون أمام الآخرين بكل طلاقة والمذيعين والمحاضرين والعلماء الذين يخطبون هم بشر في المقام الأول، ولديهم نفس التركيبة الكيميائية والجسدية التي هي عندي وعندك، إذا لا تضخم هذا الموضوع ولا تهتم به كثيرا، وعليك بالتواصل الاجتماعي، قم بزيارة المرضى، تفقد أصحابك، العب رياضة جماعية مع بعض أصحابك وأصدقائك، لا تتخلف عن صلاة الجماعة أبدا، هذه الأمور كلها علاج.

أنا أبشرك أنني سأصف لك دواء أساسيا، ودواء آخر مساعدا، وكلها أدوية بسيطة جدا وفاعلة جدا ومفيدة جدا، الدواء الأول يسمى (سيرترالين)، له مسميات تجارية كثيرة، منها (زولفت)، لكن ربما تجده تحت مسمى تجاري آخر، لذا نحرص أن نذكر الاسم العلمي للدواء، وهو (سيرترالين)، تبدأ في تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما، تتناول هذه الجرعة لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلها حبة كاملة -أي خمسين مليجراما- يوميا لمدة شهر، ثم اجعلها مائة مليجرام -أي حبتين- يوميا لمدة شهرين، ثم خفضها إلى حبة واحدة (خمسين مليجراما) يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول السيرترالين، دواء سليم، وفاعل، وغير إدماني.

الدواء الآخر يسمى (إندرال)، هذا اسمه التجاري، واسمه العلمي (بروبرالانول)، أريدك أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحا، وعشرة مليجرام مساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات