السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدأت حالتي بطفح جلدي في بداية العام الفارط، وخفت كثيرا نظرا لعدم معرفة التشخيص، وكثرة التحاليل، وكلها كانت سليمة.
بدأت أقرأ على الإنترنت حتى دخلت الوساوس علي بأنه سرطان ومنذ وقتها وأنا لم أجد الراحة، نوبات هلع، خوف من الموت، وخوف من النوم، نقص في الوزن حتى أخذت موعدا عند الطبيب النفسي، وشخص حالتي بأنها نوبات هلع، وأعطاني ديبريتين 20، ارتحت أربعة أشهر تم توقفت عن الدواء، وتابعت العلاج السلوكي المعرفي، ولم تأتني النوبات، وذهب الخوف من النوم الى الآن قرابة خمس أشهر، ولكن من كثرة الخوف رجعت النوبات، كل يوم أتفحص الإنترنت وموقعكم، ودخلت علي أعراض الفصام.
وبدأت معي رحلة أخرى، كل شيء أطبقه على نفسي، مثلا أفكار تقول لي: أن شخصا سيؤذيك، أو أن أؤذي نفسي، وأتحقق من كل شيء صوت، أو صورة، وأقول لأخواتي هل ترون حياتي انقلبت رأسا على عقب؟ خوفا من الجنون! كل شيء يخص بالمرض أبحث عنه للاطمئنان أنني بخير (علما أنني حامل في الشهر الثاني لطفلي الأول).
فما هو تشخيصكم لحالتي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sabrinab حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء.
رسالتك واضحة جدا، وتشخيص حالتك في الطب النفسي يسمى (قلق المخاوف الوسواسي)، فهنالك قلق وهنالك مخاوف وكذلك أفكار وسواسية.
طبعا هذه المسميات الثلاثة لا تعني أنك تعانين من ثلاثة نفسية مختلفة، ليس الأمر كذلك، هي أوصاف لظواهر أكثر مما هي أوصاف لتشخيصات، والقلق والخوف والوسواس كثيرا ما تكون متداخلة مع بعضها البعض، وأساس هذه الظاهرة هو القلق النفسي، والقلق طاقة مطلوبة في حياتنا، طاقة تحفزنا، هي التي تحسن عندنا الدافعية، وتجعلنا نسير في خطوات النجاح في دورب الحياة المختلفة، كما أن الخوف أيضا يشكل الركيزة الأساسية لحماية الذات، والوساوس والتدقق من الأمور أيضا كثيرا ما يكون مفيدا، حيث إنه يعلم الإنسان الانضباط في تصرفاته.
لكن هذه الطاقات النفسية – القلق، الخوف، الوساوس – حين تزيد عن معدلها الصحي المطلوب تتحول إلى طاقات سلبية، حين تظهر في شكل أعراض واضحة.
أنا وددت أن أشرح لك هذا الشرح الموجز لأنه مهم، حيث إن الإنسان حين يتفهم ما به سوف يدرك تماما أن الحالة بسيطة، وأن الأمور كلها إن شاء الله تعالى سوف ترجع إلى طبيعتها.
طبعا ليس لديك أي مؤشر على مرض الفصام، لا من قريب ولا من بعيد. الخوف والوسواس هو الذي دفعك لهذا النوع من التفكير.
أريدك أن تكوني إيجابية، إيجابية في تفكيرك، وفي مشاعرك، وفي أفعالك، حقري هذه الأفكار، خاصة الأفكار الوسواسية (الخوف من الأمراض، الخوف من الإصابة بمرض الفصام)، فهذا في حد ذاته علاج مهم. إذا العلاج عن طريق التجاهل.
وأيضا العلاج عن طريق عدم الخوض في هذه الأفكار، وعدم تحليلها، أو محاولة وجود تفسيرات لها بقدر المستطاع، وأيضا أن تتخلصي من الفراغ، تديري وقتك بصورة جيدة، هنالك أشياء كثيرة يحتاج الإنسان أن يعملها ويعطيها الأولوية، خاصة أنك امرأة عاملة، فبيتك يريد وقتا، وعملك يريد أيضا وقتا، والترفيه عن نفسك يريد وقتا، وحياتك الزوجية تتطلب أوقات، العبادة تتطلب وقتا، فأرجو أن تستمتعي بوقتك تماما، وتوزعيه بصورة جيدة ومتوازنة، لأن هذا يزيل عنك الفراغ الذهني والفراغ الزمني، مما يعني الارتقاء بصحتك النفسية.
أيضا من المهم جدا أن تمارسي تمارين الاسترخاء، تمارين الاسترخاء مفيدة، ونحن دائما ندعو الناس لممارستها، لأنها بالفعل تعود عليهم بخير كثير، الاسترخاء عن طريق تمارين التنفس المتدرجة، وعن طريق شد مجموعة من عضلات الجسم وقبضها ثم إطلاقها، مع التأمل والتدبر والاستغراق الذهني الإيجابي يساعد الإنسان كثيرا على أن يكون في حالة سكون وأمان ذاتي.
توجد برامج على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.
بالنسبة للحمل: أسأل الله تعالى أن تسير أمورك على خير، وإن شاء الله تعالى ترزقوا بالذرية الصالحة.
في الوقت الحاضر: ليس هنالك ما يدعو لتناول أدوية، مع أنه توجد أدوية سليمة جدا في أثناء الحمل، لكن انتظري حتى تكملي الشهر الرابع، وإن كانت هذه الأعراض موجودة فيمكن أن تتناولي الـ (ديبريتين Depretine) مرة أخرى، أو أي عقار آخر مثل الـ (سيرترالين Sertraline).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.