السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة، لدي رغبة في التفوق في دراستي، ولكن يوسوس لي الشيطان بأنني لن أستفيد شيئا في النهاية، خاصة أنها دراسة دنيوية، وأنا أحب كل شيء أفعله يعود بالفائدة علي في ديني، وأيضا لأني لا أطمح للعمل بعد الدراسة، وهذا يجعلني أتكاسل أحيانا عنها.
أريد منكم نصيحة، وبعض الأسباب -غير العمل- والتي تعينني لإكمال دراستي بهمة؟ وكيف أستفيد منها في ديني؟ وهل قراري سليم بعدم العمل؛ لأني لا أرى ضرورة لذلك؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك هذا السؤال الذي وصلنا قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يعينك على النجاح والسعادة والاستقرار، وأن يصلح لنا ولك الأحوال، وأن يحقق لنا جميعا في طاعته السعادة والآمال.
لا شك أن الدراسة وطلب العلم مطلب شرعي، كما قال معاذ: (طلب العلم عندنا عبادة، ومذاكرة العلم تسبيح، وبذل العلم عندنا صدقة، والسفر والسهر لأجل العلم عندنا جهاد، ومن أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالعلم) فاستمري في طلب العلم، واعلمي أن المؤمنة بحاجة إلى أن تتعلم، أولا ما تصحح به عقيدتها وعبادتها وتعاملها، ثم بعد ذلك تنطلق في العلوم وطلب العلوم المناسبة التي تجد في نفسها ميلا لها، والتي تناسبها كأنثى، ثم تعلم أجيال البنات من بعدها، وتكسب أجر ذلك.
الإنسان إذا طلب العلم فإنه يؤجر على طلب لنيل العلم، ونحن يؤسفنا أن يظن الناس أن طلب العلم من أجل الوظيفة، فهذا هو الذي أضاع العلم، لكن العلم يطلب لذاته، وهو أفضل من كل نافلة، والشريعة تريدنا أن نتعلم كل العلوم حتى لا نحتاج لغيرنا من غير المسلمين، وإذا قصرت الأمة في توفير علماء في شتى المجالات واحتاجت إلى غيرها فإن الإثم يلحق الجميع، لأننا قصرنا في توفير ما تحتاجه الأمة، حتى لا تحتاج إلى عدوها.
من الفوائد التي تجنيها الفتاة إذا أرادت ألا تعمل، طبعا نحن نفضل للفتاة أن تعمل في بيتها، في تربية أبنائها، في صنع الأبطال وفي صنع الأمهات الصالحات، وفي القرار في البيوت، حتى إذا رغبت في الجلوس في بيتها فإن طلبها للعلم ينتفع منه أبناؤها والبنات وأبناء المسلمين وبنات المسلمين، فهي تعلمهم، وعلى أقل تقدير فهي تعلم أطفالها عندما يرزقها الله تبارك وتعالى بأطفال أو أبناء إخوانها أو أبناء أخواتها أو بنات جيرانها، يعني: تستطيع أن تقدم الكثير.
عليه: أرجو أن تواصلي طلب العلم بهمة عالية، وتجتهدي في نيل العلوم التي تنتفعين منها، بعد أن تبدئي بما أشرنا إليه، يبدأ الإنسان ويحرص حتى ولو من خلال دورات أخرى وحضور مشايخ والاستماع إليهم، نتعلم ما نصحح به عقيدتنا، وعبادتنا، وتعاملنا، ثم بعد ذلك نطلب الرياضيات والفيزياء والكيمياء وسائر العلوم، وهذه العلوم أيضا يراد بها وجه الله تبارك وتعالى، إذا قصد الإنسان بتعلمها وجه الله، وقصد بتعلمها أن ينفع الناس، وهذا من الدين، وخير الناس أنفعهم للناس، فتفكرين في تعليم البنات في المدارس، وهذ باب خير وعمل للفتاة، أن تقوم بتعليم الفتيات في المدارس إذا أصبحت مدرسة أو معلمة.
أرجو أن تكون المسألة قد اتضحت، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يزيدك علما وفضلا، وأن يجعلنا جميعا ممن يتعلمون ثم يعملون بما علمهم الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يرزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح، ونكرر لك الشكر على التواصل مع الموقع.