السؤال
السلام عليكم
اختلفت مع زوجي بسبب والده الذي يتدخل في حياتنا وأهدافنا، ويريدني أن أسمع فقط بدون رأي ولا حرية، وأعمل ما يريده بدون مراعاة نفسيتي، مع اختلاف جنسيتنا، فاقترحت أن أستقل في بيت آخر مع أولادي فرفض بحجة لا يقدر ماديا، ولا يريد ترك والده، وقال لي زوجي: لن أعدك بشيء، ولست جاهزا لما تطلبينه.
سافرت لأهلي بعد غياب أكثر من سنتين، وبعد نقاش لم نتوصل لنتيجة، ولا أريد الرجوع لأنني لا أحتمل الوضع، ونفسيتي منهارة جدا لا أقدر على التحمل، مع العلم أنه تغير وأصبح قاس، وحاول ضربي بدون سبب، ويدخن داخل البيت بوجود الأطفال.
لدي طفلان أعمارهم أقل من 4 سنوات، وترك الصلاة والصيام بحجة مرض السكر، وله القدرة على الصوم، يغيب أغلب الوقت بحجة العمل، مع أنني متغربة عن بلدي، ومشاكل كثيرة لا تنتهي بسبب بقية الأهل، ولا يصرف علينا أنا وأطفاله منذ شهرين، ولم يدفع مستحقات السفر، مع العلم أن لديه بيت كبير وسيارات إلى غير ذلك.
ماذا أفعل؟ وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يكتب لك السعادة والخير والاستقرار.
نحن لا نؤيد فكرة الطلاق أو الاستعجال في طلبه لأجل السبب المذكور، والخلاف من أجل تدخل والده خلاف أرجو أن تتقبليه؛ لأن هذه عادة الكثير من الآباء، نحن لا نرضى بمثل هذا التدخل، ولكن أرجو أن تدركي أنهم دائما يتدخلوا للمصلحة، والإنسان يحتاج إلى أن يستوعب بعض الأمور ويصبر عليها، ولا أظن أن الحياة تطول بنا، فكبار السن هم طيف يمر بحياتنا، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعيننا على الصبر عليهم، فاعتبري والده في مقام الوالد، خاصة إذا كانت التدخلات في أمور عادية، ونحن في مثل هذه الأحوال نفضل أن تأتينا نماذج من التدخلات حتى نستطيع الحكم، لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، لكن معرفتنا أن كبار السن دائما يتدخلوا في أمور خاصة في هذا العصر، ربما تدخلوا في بعض الأمور وهم في نيتهم تحسينها وتجويدها، إلى غير ذلك.
أما ما حصل من زوجك بعد ذلك من التقصير، والمخيف في التقصير هو تركه للصلاة، وتقصيره في الطاعات، هذا هو الذي يزعج فعلا، ولكن نتمنى أن تجتهدي أولا في إصلاحه، ونبشرك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)، فكيف إذا كان الرجل هو أبو العيال.
ونريد أيضا أن نعرف إلى أي مدى يمكن أن يتحسن لو افترضنا أنه ابتعد عن هذا الأب، على كل حال: الأمر يحتاج إلى دراسة عميقة.
شاوري أهلك، وانظري في الخيارات المتاحة، واجتهدي في تجنب الاحتكاك لأجل والده، لأن الوضع صعب، ويبدو أن الوالد أيضا صعب عليه، فليس من الحكمة أن نطالبه أن يخالف والده ويعاند والده، ولكن مثل هذه الأمور مع أن الطلب مشروع والرغبة في مكانها إلا أنا نفضل أن تكون بحكمة وروية، وأن تقنعي زوجك بأن يكون هو الذي يتكلم وهو الذي يحاول أن يصلح هذه الأوضاع.
واحرصي دائما على أن تذكريه بالله -تبارك وتعالى-، فإن خوفه من الله -تبارك وتعالى- ومواظبته على الصلاة والصيام هي السبب في نجاحه، ونتمنى أيضا أن يهتم بأبنائه، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.
لذلك لا نؤيد فكرة الاستعجال بطلب الطلاق، أعطي نفسك فرصة، وكرري المحاولات، ونسأل الله أن يوفقك وأن يرفعك عنده درجات.