السؤال
إلى الدكتور محمد عبد العليم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فعندي مشكلة لعلي أجد عندكم الحل، وهذا ليس على الله بعسير، المشكلة لها سنتان تقريبا وأشرحها بالتسلسل:
أولا: الأعراض:
1- دوار (عدم اتزان).
2- طنين بالأذن (يشبه صوت التلفزيون في حالة عدم البث).
3- آلام في الرقبة من الخلف (آلام مبهمة).
4- رهاب من الأسواق والمشي في الطريق خشية الوقوع وكذلك المجتمع.
استمرت هذه الأعراض قرابة الثلاثة أشهر وبعدها توصلت بفضل من الله إلى استشاري سمعيات، طبعا عمل تخطيط سمع وقال أنت سميع الحمد لله، وقال لي أنت عندك قصور في الدورة الدموية في الرقبة هذا ما فهمته، وصف لي علاجا وهو عبارة عن ستوجيرون وبارافون 3 مرات باليوم، المذهل بالأمر والحمد لله أن الأعراض انتهت في ثلاثة أيام فقط ولكنه ألح أن أستمر في العلاج لمدة طويلة، بعدها سافر الدكتور وتوقفت عن العلاج وعادت مشكلة الرهاب وبكل قوة ولكن بدون دوار الرهاب الآن من الناس، وانقطعت علاقاتي الاجتماعية بشكل كبير وللأسف.
أحب التأكيد على أنه في فترة العلاج كان هناك تحسن كبير بما يقارب 85%، أرجو المساعدة والتوجيه إلى أين أذهب؟ فالرهاب الاجتماعي يكاد يودي بي إلى اكتئاب ولو أنني لا أجزم بخلوي من شيء من الكآبة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيرا على سؤالك.
فعلا الحالة التي حدثت لك ربما تكون متعلقة باضطراب بسيط في الدورة الدموية، أو ربما يكون نتيجة لإصابة بفيروس أصاب جهاز التوازن والتحكم الموجود في الأذن الداخلية، وهذه الحالات تستجيب بصورة جيدة للعلاج الذي يعرف باسم إستجرون والذي وصفه لك الطبيب، تحولت الحالة الآن إلى نوع من الخوف والرهاب، والخوف والرهاب يا أخي هو حالة مكتسبة تكون الأسباب فيها أوضاعا اجتماعية أو نفسية أو الإصابة بمرض عضوي بسيط كما حصل لك.
نصيحتي لك يا أخي العزيز هو أن لا تتجنب المواقف التي تحس فيها بالخوف والاضطراب بل على العكس أرجو أن تواجهها مواجهة شديدة وصارمة، ويمكن أن تكون هذه المواجهة في الخيال بمعنى أن تجلس نصف ساعة كل يوم وتتأمل وتتخيل أنك في موقف اجتماعي لابد لك فيه أن تكون في مقدمة الصفوف وأن تواجهه الناس، أرجو أن تكثر من مثل هذه الخيالات العلاجية، وستكون مفيدة لك بإذن الله.
الشيء الآخر الذي أنصحك به هو أن تتناول أحد الأدوية المضادة للخوف والرهاب والدواء الأفضل يعرف باسم زيروكسات، وجرعته هي تبتدئ بنصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ويفضل أن تتناوله بعد الأكل، ثم بعد أسبوعين ترفع الجرعة إلى حبة كاملة وبعد شهر من بداية العلاج يمكنك أن ترفعها إلى حبتين في اليوم.
تواصل على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر ثم تخفض الدواء بمعدل نصف حبة كل شهر، وتكون مدة العلاج قد انتهت، هذا العلاج إن شاء الله سيكون مفيدا لك، ولكن أكرر لك وأوصيك مرة أخرى بعدم التجنب، وضرورة المواجهة لأن هذه من الوسائل الجيدة جدا لعلاج الرهاب وذلك بجانب تناول الدواء.
وبالله التوفيق.