لدي خوف من عدم السيطرة على أفكاري.. أفيدوني

0 19

السؤال

لي فترة كلما رأيت صفة سيئة في كائن حي، تأتي لي أفكار أن الصفة هذه ستأتي عندي، وعندي مخاوف أني سأفقد السيطرة على عقلي، وكل يوم أحاول أتجنب أي شيء يخوفني، وكل شيء أراه أو آكله يأتيني شك أن أحدا عمل لي فيه شيئا ليضرني، وبفضل الله أحاول أن أقعد مع الناس؛ لأني كل ما أقعد لوحدي الحالة هذه تزيد، ولم أعد أستمتع بعمل أي شيء، وأشعر بشيء سيء لا أستطيع وصفه، وأظل غير مندمج مع الناس الذين أقعد معهم؛ لأني شبه محبوس فأفكاري في نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

هذه الأفكار التي تأتيك هي نوع من الوسواس، يسميه البعض (الأفكار الوسواسية القهرية)، لكن إن شاء الله تعالى هي من النوع البسيط، وكثيرا ما تحدث في مثل عمرك، وتكون دائما عابرة، أي أنها لن تستمر لفترة طويلة.

حقر هذه الأفكار، لا تخض أبدا في تفاصيلها، لا تسترسل معها، وانتهي منها، واشغل نفسك بغيرها، هذا أهم شيء، وحاول أن تتجنب الفراغ، املأ وقتك بأشياء طيبة وجيدة.

أولا: تجنب السهر.
ثانيا: احرص على النوم الليلي المبكر.
ثالثا: صل صلاة الفجر في وقتها.

رابعا: حاول أن تدرس لمدة ساعة بعد صلاة الفجر وقبل أن تذهب إلى مدرستك؛ لأن فترة الصباح هي فترة تركيز عالي جدا، وحين تقوم بهذه الإنجازات في الصباح هذا سوف يدخل السرور والغبطة على نفسك، وسوف تجد أن بقية اليوم أصبح جيدا جدا بالنسبة لك.

خامسا: حاول أن تركز في أثناء جلوسك في الفصل والاستماع إلى المعلمين، وبعد أن ترجع إلى البيت تتناول وجبة الغداء تحاول أن تمارس بعض التمارين الرياضية، تصل صلواتك في وقتها، وتتواصل مع أصدقائك، وترفه عن نفسك بشيء طيب وجميل، تجلس مع أسرتك، تكون بارا بوالديك، وتدرس أيضا طبعا في فترة المساء، و.... وهكذا.

إذا اجعل حياتك كلها حياة إيجابية، وحين نقوم بالأفعال الإيجابية لا بد أن نفكر إيجابيا، ولا بد أن تكون مشاعرنا إيجابية، وهذا حقيقة يجعل هذه الأفكار الوسواسية لا تزاحم أفكارك الإيجابية والطيبة.

الرياضة مهمة جدا بالنسبة لك، كرة القدم مثلا مرة أو مرتين في الأسبوع مع بعض الأصدقاء، أراها أيضا سوف تجعل فكرك فكرا طيبا وإيجابيا، وتتطور صحتك النفسية جدا.

إذا الهدف الأساسي هو أن تزيح هذه الأفكار عن نفسك، أن تجعلها لا تهيمن عليك، وهي إن شاء الله مؤقتة أصلا، لكن إذا لم تملأ الفراغات النفسية والفكرية سوف تأتيك هذه الأفكار الوسواسية، وتملأ الفراغات من خلال إدارة وقتك على الأسس التي ذكرتها لك.

وأريدك أيضا أن تفكر حول المستقبل، تصور نفسك بعد عشر سنوات من الآن، ما شاء الله أكملت الجامعة، بدأت دراسة الماجستير، ودخلت في العمل، وتزوجت، ... انقل نفسك نقلات إيجابية طيبة على هذه الشاكلة، وهذا إن شاء الله تعالى سوف يساعدك أيها الابن العزيز.

طبعا العلاجات الدوائية تفيد جدا في مثل حالتك هذه، لكن نسبة لأنك صغير في السن قد لا أصف لك دواء في هذه المرحلة، وإذا لم تتحسن أحوالك بصورة ملحوظة بعد شهر من الآن – بعد أن تطبق الإرشادات التي ذكرتها لك – يمكن أن تذهب إلى أي طبيب نفسي، وسوف يصف لك أحد الأدوية الجيدة والفاعلة مثل عقار (فافرين) مثلا، أو عقار (سيرترالين).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات