شخص الطبيب حالة ابني بالصرع، فما نصيحتكم؟

0 35

السؤال

ابني بعمر ٦ سنوات ونصف، وكان طبيعيا جدا، وفجأة أثناء الليل جاءته نوبة تشنج، وتقريبا نصف جسمه توقف في هذه النوبة، ورجع إلى طبيعته بعد نحو خمس دقائق.

بعد يومين تكرر الأمر، وأيضا يعود لطبيعته بعد خمس دقائق، وذهبنا إلى المستشفى وعملوا له (رنين ورسم مخ وأشعة مقطعية) وكلها كانت سليمة، ولكن الدكتور قال لنا: حتى لو رسم المخ سليم فما حدث للابن هو تشنجات، لوجود كهرباء على المخ، وأعطاني تيراتام ٤ سم صباحا ومساء، والحمد لله، فابني لم تأته أي حالة تشنج إلى الآن بعد عشرة أيام من الدواء.

كيف أتعامل مع ابني؟ وهل سيؤثر هذا المرض على دراسته؟ خصوصا أنه في مدرسة لغات، وهل أخبر المدرسين في مدرسته عن مرضه أم لا أخبرهم؟ وخصوصا أنه تحسن على الدواء وخوفا على نفسيته من أن يتكلموا أمامه.

أريد أن أعرف ما هي الأشياء التي تهيج التشنجات وتزيدها؟ فمنذ أن أصابه التشنج وأنا دائما قلقة عليه، حتى في نومه، كان ينام في غرفة منفصلة مع أخيه، وجعلته ينام معي ليكون تحت عيني، هل ما أفعله صحيح أم لا؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Soma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لهذا الابن الصحة والعافية.

التشنجات الصرعية الليلية تعتبر أخف وطأة من النوبات الصرعية التي تأتي أيضا في أثناء النهار، وقد أحسن هذا الطبيب – جزاه الله خيرا – بأن قام بإعطاء هذا الابن الدواء المضاد للصرع، بالرغم من أن تخطيط المخ كان سليما.

تخطيط المخ غالبا يوضح الزيادات الكهربائية في الدماغ في حوالي ستين إلى سبعين بالمائة من الناس، يعني أن الوصف الإكلينيكي يعتبر هو المعيار التشخيصي في كثير من الحالات، وعلى ضوء ذلك قام الطبيب باعتماد الوصف الذي قمتما به، وهذا شيء جيد وممتاز وقرار سليم، لأن ظهور نوبتين في وقت قصير يعتبر دليلا على أن النشاط الكهربائي الدماغي لدى هذا الطفل نشاط مضطرب.

أول ما أنصحك به هو الالتزام التام بتناول العلاج، يجب ألا نتهاون أبدا في إعطاء هذا الطفل جرعته الدوائية حسب ما يقرره الطبيب، ولا بد أن تعطى هذه الجرعات في الوقت المحدد، وأكبر وأخطر خطأ يقع فيه الناس هو عدم الانتظام والالتزام في العلاج الدوائي، مما يؤدي إلى ما نسميه بالصرع الانسحابي أو التشنجات الارتدادية التي تحدث عند التوقف المفاجئ من الدواء. فإذا هذه نصيحتي الأولى لك.

الأمر الآخر: الطفل يجب أن يتابع مع الطبيب المختص، وطبيب الأعصاب المختص في الأعصاب لدى الأطفال هو أفضل طبيب يتابع حالة هذا الابن حفظه الله.

أيضا أرجو ألا تقومي بحماية مطلقة للطفل، الحافظ هو الله، والحامي هو الله، والطفل يجب أن يعامل بصورة طبيعية جدا، يجب أن يعرف (لا) كما يعرف (نعم)، وحقيقة تدليله أو حمايته المطلقة سوف تؤدي إلى مخاطر تربوية كثيرة.

أرجو أن ينام الطفل في غرفته، أنا أقدر مستوى تخوفك، لكن الحمد لله الآن الطفل يستجيب للعلاج بصورة صحيحة، وهذا أمر يجب أن يشجع على الاستمرارية في العلاج وحسب ما هو مطلوب.

بالنسبة للمدرسة: أنا أفضل أن يخطر (يخبر) مدير المدرسة على الأقل، ويشار إليه أن هذا الأمر يجب أن يظل سرا، والطفل طبيعي جدا، ولا يحتاج لأي تحوطات، فقط الرياضة ذات الطابع العنيف ليست جيدة للطفل، كما أن السباحة لا نشجع عليها، لأنه لا قدر الله قد تحدث نوبات في أثناء السباحة، وفي البيت: الطفل يجب أن يتجنب مواجهة الأضواء الساطعة لفترة طويلة، يعني مثلا: لا يجلس أمام الكمبيوتر أو شاشة التلفزيون لفترات طويلة، أيضا في بعض الأحيان التعامل مع الدرج والسلالم يجب أن يكون بحذر.

هذه هي الأشياء المطلوبة، كما أن الطفل إذا ارتفعت لديه الحرارة يجب أن يعالج هذا بإعطائه مثلا البنادول قبل عرضه على الطبيب.

بخلاف ذلك ليست هناك أي مشكلة، الطفل يعامل بصورة عادية، والطفل يحتاج للدواء من سنة إلى ثلاث سنوات، أو حسب ما يقرر الطبيب، من المهم جدا المتابعة مع الطبيب ليحدد جرعة الدواء حسب وزن الطفل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات