لدي طقوس وسواسية ومنها وسواس الموت، فما العلاج؟

0 19

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن تصل هذه الاستشارة إلى الدكتور/ محمد عبد العليم.

يا دكتور أني مصاب بوسواس الموت منذ نهاية ٢٠١٨م، جاءتني أول نوبة ثم تطورت إلى وسواس الموت.

لي استشارات سابقة، وتناولت عدة أدوية ولم أستفد منها، أنا الآن أستخدم ميتازابين ٣٠ملج حبة مساء، لكن يادكتور الآن كثر النوم عندي، والأحلام غير الواقعية.

أحس أني في معركة ليس في نوم وهدوء، وكذلك تنميل في مؤخرة رأسي، خاصة إذا التفت يمينا وشمالا، أو نهضت بقوة، وعندي غضب، فأغضب سريعا، واكتئاب الوسواس ذهب معظمه، لكن الاكتئاب موجود مع الخمول وكثرة النوم.

أريد علاجا يا دكتور للاكتئاب والوسواس معا، ويكون فعالا للحالتين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناجي سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

لديك استشارات متعددة، من أواخر الاستشارة التي رقمها (2443881) والتي أجاب عليها الأخ الدكتور عبد العزيز أحمد عمر.

أيها الفاضل الكريم: أنت أوضحت فيما أوضحت أنك تعاني من وساوس، ولديك مخاوف، خاصة الخوف من الموت، ولديك عسر في المزاج. أنا أقول لك: بالنسبة للخوف من الموت هنالك خوف محمود، وهنالك خوف مرفوض، الخوف المرفوض هو الخوف المرضي، أما الخوف المحمود فهو الخوف الذي يجعل الإنسان يكون حريصا، لا يأتيه الموت وهو متلبس بالذنوب، الخوف المحمود هو الذي يجعل الإنسان دائما في حالة من اليقظة والتدبر، وأن يؤدي واجباته الدينية على أكمل وجه، وهنا الإنسان يكون مطمئنا ويسعى في الحياة ويجتهد. هذا هو المطلوب، أما أن يتكلم الإنسان عن الموت بدون أي حوافز إيجابية داخلية، بدون صلاة، بدون عبادة، هذا هو الذي يخاف من الموت، لأن الموت مفزع، والمشكلة الأساسية تكون فيما بعد الموت.

فيا أيها الفاضل الكريم: اسأل الله تعالى أن يطيل عمرك في عمل الصالحات، يجب أن تدير حياتك بصورة صحيحة، واعلم أن الخوف من الموت لا يأتي بالموت ولا يؤخر الموت، عش الحياة بقوة: مارس الرياضة، نظم طعامك بصورة جيدة، واحرص على صلواتك وبقية العبادات، وكن بارا بوالديك، وتواصل اجتماعيا، كن نافعا لنفسك ولغيرك، وهذا هو الذي سوف يفيدك.

أريدك أيضا أن تتجنب النوم النهاري بصورة قاطعة، هذا مهم جدا، تجنب تناول الأكل الدسم ليلا، يجب أن يكون طعام العشاء خفيفا ومبكرا، لأن ذلك يمنع عنك كل الأحلام والتوترات الليلية التي تحدثت عنها.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فأنا أقول لك أن الميرتازابين دواء جيد، لكن تناوله فقط بجرعة نصف حبة، هذا يكفيك تماما، لأننا نريد أن نصف لك دواء آخر يكون مضادا للمخاوف والوساوس والتوترات. الميرتازابين لا يفيد كثيرا في المخاوف، والدواء الأحسن والأكثر فعالية هو عقار (سيرترالين) هذا دواء ممتاز جدا، تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة صباحا – أي خمسة وعشرين مليجراما – لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة صباحا لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين صباحا لمدة شهرين، ثم اجعلها حبة واحدة صباحا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها واجعلها نصف حبة يوميا في الصباح لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول السيرترالين. دواء رائع جدا، وفاعل، وسليم.

هذا بالنسبة للعلاجات الدوائية، وقد وجهت لك بعض التوجيهات الإرشادية، أرجو أن تأخذ بها، وأنا متأكد أنك إذا مارست الرياضة باستمرار، موضوع الأعراض الجسدية والتنميل، وحتى الغضب إن شاء الله تعالى سوف يذهب عنك.

الخمول غالبا هو من التكاسل، وكذلك الاكتئاب النفسي، فلذا حين تتناول هذه الأدوية بالتزام وحين تمارس الرياضة وتحرص على التواصل الاجتماعي وتكون حريصا على العبادات؛ أعتقد أن ذلك سوف يعطيك طاقات نفسية وجسدية مفيدة جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات