كيف أكون بارة بوالدتي وصادقة معها دون أن أغضبها؟

0 17

السؤال

السلام عليكم.

دائما ما تغضب مني أمي لأني أخبرها بالحقيقة في أي موضوع، ولا أعرف كيف أرضيها، فهي لا تتقبل كلامي، وتريد أن أعترف أنها محقة وإن كانت عكس ذلك.

فماذا أعمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنسيه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يرزقك بر الوالدة، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يصلح الأحوال.

لا يخفى عليك أن كبار السن يحتاجون أولا أن نحسن الاستماع إليهم، ونداريهم، والمدارة هي أن نعامل كل إنسان بما يقضيه حاله، ولا يصلح أن تقفي مع الوالدة وتجادلي في كل كلمة وتحاولي أن تثبتي الحق كأنك محققة مع الوالدة، ولكن يكفي أن تحسني الاستماع، ثم تفعلي ما فيه رضى لله وما فيه مصلحة.

والوالد يرضيه والوالدة كذلك يرضيها مجرد حسن الاستماع، وكنا نتمنى أن تضربي لنا نماذج في المسائل التي تختلفي فيها مع الوالدة.

ولذلك أرجو ألا تقابلي الوالدة أو تعامليها كأنها زميلة تجادليها وتخاصميها وتردي على كلامها، خاصة إذا كان الكلام لا يقدم ولا يؤخر. نحن دائما نقول: أنا لا أعرف عمر الوالدة، لكن الإنسان إذا كان عنده والد كبير أو والدة كبيرة ثم قالت يوم السبت (هذا يوم الثلاثاء) ليس من الضروري أن نقول (أنت خرفت، أنت لا تعرفي، والحقيقة كذا)، هذا ليس مطلوبا، ولكن بالطريقة المناسبة، وبعض الأشياء لابد أن نفوتها ونمشيها – كما يقال – ولا نقف عندها، لأنهم هم كبار في السن.

وإذا رأيت الوالدة غاضبة فينبغي أن تسكتي، لأن من شروط الأمر بالمعروف حتى لو كان الأمر فيه مخالفة شرعية، إذا نصحنا الوالد أو نصحنا الوالدة فلابد أولا أن يكون بلطف ولين، كما قال الخليل إبراهيم لأبيه: {يا أبت ... يا أبت ... يا أبت ... يا أبت}.

الأمر الثاني: إذا غضب الوالد أو الوالدة عند النصح ينبغي أن نترك النصح، ثم نمضي إلى العمل، ثم نقدم صنوفا من البر، ثم نعرض الصواب مرة أخرى بأسلوب جميل ورائع.

واعلمي أن إرضاء الوالدة من أكبر الواجبات بعد طاعة الله تبارك وتعالى، فاحرصي على أن تتعاملي مع الوالدة بأسلوب فيه اللطف وفيه الأدب، ونسأل الله أن يرزقك برها، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات