أعاني من التعلق بالناس والخوف من الفراق، فما الحل؟

0 29

السؤال

السلام عليكم.

عشت طفولة مخيفة وحزينة، كانت أمي قاسية جدا وتضربنا ضربا مبرحا لأتفه الأسباب، وكانت تحرقني، كنت أحس بالخوف والحزن دائما، وكنت متعلقة بعمتي تعلقا شديدا بسبب حنانها، وأحبها حبا شديدا، كنت أبكي وأحزن إذا سافرت، أو ذهبت لزيارة أحد، ولا أتحمل فراقها، وفي المدرسة كنت أحب مدرستي بنفس الطريقة، كنت أحزن وأبكي عندما لا تنظر إلي.

عندما كبرت تعلقت بصديقتي، لا أستطيع مفارقتها، وأنا اليوم أموت حزنا خوفا من أن تتزوج وتفارقني، دائما أشعر بالحزن والخوف أن يفارقني من أحبه، ودائما أتمنى الموت لكي أرتاح من الحزن الشديد الذي سببه التعلق بالأحبة والخوف من فراقهم، وأدعو الله أن يقبض روحي حتى ترتاح نفسي من ذلك الحزن والتعب، حتى عندما تقسو علي صديقتي، أظل أبكي لأيام وأحزن، لأنني أحبها كثيرا، تعبت من التعلق بالناس منذ طفولتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أحيانا يصل الحال بالإنسان إلى التعلق المرضي، حيث لا يستطيع  الفكاك من هذا التعلق إلا بصعوبة نتيجة لحجم وعمق الارتباطات بالطرف الآخر، ومن العوامل التي تزيد من هذا التعلق: الفترة الزمنية التي نقضيها مع الطرف الآخر، والتجانس الفكري والسلوكي، والجاذبية في الروح والشكل.

وفيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية التي سوف تساعدك على تخطي مشكلتك -بمشيئة الله-:
- لا تنتظري توقعات عالية من الآخرين، لأنك سوف تعانين من ذلك. وقد حثنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على الاعتدال في العلاقات فقال:{ أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما.} رواه الترمذي.

- تذكري أن الحياة لا تقف عند شخص معين، سوف ترين أناسا كثيرين وتدخلين في الكثير من العلاقات أثناء مسيرة حياتك.

- عليك البدء وبالتدريج تقبل فكرة ابتعاد الآخرين عنك، وهذا يحتاج أن تدربي على أمرين:
الأول: أن لا تكوني لحوحة في السؤال عن الآخرين وتتبع أخبارهم ومدى اهتمامهم بك.
الثاني: إقامة علاقات متوازنة تقوم على الاهتمام المتبادل بينك وبين الآخرين، فلا تكن شخصيتك تعتمد وبشكل كبير على اهتمام الآخرين بك، وفي حال اختفوا من حياتك انقلبت شؤونك رأسا على عقب، فهذا أمر غير صحي أبدا، ولا يساعدك على التكيف النفسي والاجتماعي، بل على العكس هذا مدعاة لكثير من التوتر والقلق المبالغ به، والذي لا ينسجم مع طبيعة العلاقات المتوازنة نفسيا بين الناس في الأوضاع الطبيعية.

- واظبي على صلواتك في وقتها فهي تعمل على إحداث الاطمئنان والسكينة في قلوبنا، يقول الله عز وجل { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله } أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضرها أفراحها ولذاتها. { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } أي: حقيق بها وحري أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره، فإنه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له، هذا على القول بأن ذكر الله هو ذكر العبد لربه، من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات