الحساسية الزائدة والبكاء لأتفه الأسباب.

0 509

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البدء أود أن أشكر القائمين على هذا الموقع الرائع، وربنا يجعله في ميزان حسناتكم، اللهم آمين.

لدي مشكلة أرجو أن تساعدوني فيها، أود أن أفصل قليلا.
أنا والحمد لله تربيت مع أبي وأمي والإخوان تربية صالحة (متدينة)، وكنت سعيدة جدا بحياتي معهم، فأنا أحبهم كثيرا وهم كذلك، وكل الناس الكبير والصغير كنت أحس بحبهم واحترامهم لي، ولكن المشكلة تأتي بعد زواجي وسفري مع زوجي إلى بلد الغربة، وهناك لا أهل ولا أصحاب، فأصبحت أحس بغربة شديدة، فزوجي وطبيعة عمله الذي يخرج من الصباح وحتى العاشرة مساء، وأنا أكون وحدي في الغرفة؛ فأحس بضيق شديد وأتمنى الموت لكني أخاف من ربي، فأنا:

1ـ كتومة جدا، أكتم كل شيء في نفسي، وبعده أبكي بكاء شديدا (عندما أكون وحدي)، وبعده أرتاح راحة شديدة.

2ـ وحساسة جدا وأبكي لأتفه الأسباب.

3 ـ ولا أستطيع أن أرد على أحد إذا شتمني وكان سنه أكبر مني، ولا أستطيع أن أنسى ذلك لفترة من الزمن حتى ولو اعتذر لي عن ذلك، وعندما أنظر إلى طفل يبكي أبكي لبكائه، فأنا تعودت الأسلوب اللين منذ صغري في كل شيء، فكل هذه المشاكل تجعلني قلقة جدا على نفسي، فهل أنا مريضة نفسيا أم ماذا؟

بصراحة أنا خائفة جدا؛ لأني أيضا حامل وفي الشهر السادس، أرجوكم أن تردوا علي بأسرع ما يمكن، وجزاكم الله خيرا، وربنا لا يحرمنا منكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ أم عبد الرحمن حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فجزاك الله خيرا على سؤالك.
أرجو أن أبدأ وأؤكد لك بأنك غير مريضة من الناحية النفسية، ولكن هذه الظاهرة وهي أنه قد حدث لك بعض عدم القدرة على التكيف والتلائم مع الغربة والابتعاد عن الأهل والديار، وبطبيعتك ومن الواضح أنك إنسانة حساسة وطيبة وتحبين الآخرين، فافتقادك للتفاعل مع الآخر هو الذي أدى إلى هذه المشاعر العاطفية الزائدة وأنك أصبحت أكثر تأثرا لأبسط الأسباب، أؤكد لك أنك ـ الحمد لله ـ غير مريضة نفسيا، ونصيحتي لك هو أن تكثري من التفاؤل ومن التفكير بصورة متفائلة، وأن تحاولي ملأ وقتك وفراغك فيمكنك أن تستغلي هذه الفترة الطيبة لحفظ القرآن الكريم مثلا، وأن تراجعي المواقع الإسلامية المتعددة، وأن تحاولي التواصل مع الإخوة العرب أو المسلمين الموجودين في المنطقة وإن كنت أعرف أن عددهم قليل، فيمكنك إن شاء الله أن تستثمري وقتك وأن تتواصلي وهذا إن شاء الله يجعلك أكثر ثباتا وقوة.

أنت الآن والحمد لله حامل وفي الشهر السادس وهذه بشارة كبيرة، فأرجو أن تكوني أكثر استقرارا من الناحية النفسية لإن ذلك يساعد الحمل ويساعد الجنين أيضا.

أسأل الله أن يستمر الحمل على خير، وأن ترزقي بالذرية الصالحة.
وبالله التوفيق.



مواد ذات صلة

الاستشارات