السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير.
أنا شاب أعمل ممرضا بقسم الجراحة، منذ يومين أتت مريضة اتضح فيما بعد أنها مريضة بالإيدز، وأنا لما اعتنيت بها خدشتني بظفرها خدشا خفيفا لا يكاد يرى بالعين دون دم، ودون ألم، بظفرها لمست جلدي، وأظافرها طويلة بالتالي أقل لمسة منها تخدش.
هل هناك احتمال أن أصاب بالعدوى؟
كلما يأتي مريض بمرض معد إلا وينتابني القلق والوسواس، فكيف أحصن نفسي، وهل إذا حصنت نفسي بالأذكار أكون في مأمن إن شاء الله؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سفيان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ولديك مشاركات كثيرة، إن شاء الله تعالى فيها إثراء للشبكة الإسلامية، وفي ذات الوقت أتمنى أن تكون من الذين يأخذون بالتوجيهات والإرشادات التي ترد في هذه الاستشارات حتى تستفيد منها.
أيها الفاضل الكريم: هذا النوع من الخوف الذي تحدثت عنه – أي الخوف من مرض الإيدز بعد تعاملك مع هذه المريضة – هذا خوف حقيقة واه جدا، ويجب ألا يكون جزءا من حياتك، أنت رجل تعمل في مهنة محترمة، تساعد المرضى، والإيدز لا ينتقل بهذه الطريقة أبدا، أنت تعطل حياتك بهذه الكيفية وبهذه الطريقة وبهذا النوع من التفكير، حقر هذا النوع من التفكير، وكن دائما مقداما وفي الصفوف الأولى في مساعدة المرضى. التعرض أو التعريض يعالج المخاوف، ويعالجها بصورة ممتازة جدا.
انظر – يا أخي – الآن للذين يعالجون مرضى الكوفيد – مرضى الكورونا – وهذا مرض معد جدا، فتجدهم والحمد لله يتخذون التحوطات اللازمة، وتجدهم في الصفوف الأولى، وتجدهم لا يتوقفون عن مساعدة هؤلاء المرضى، بالرغم من أنهم يدركون أن هنالك خطورة في أن تصيبهم العدوى، ومنهم من توفي زملاؤهم إلى رحمة الله.
فأخي الكريم: هذا الفكر يجب أن تحقره، ويجب أن تحب وظيفتك، يجب أن تحب عملك، ويجب أن تحتسب في هذا العمل أيضا، اشغل نفسك بما هو مفيد.
أما بالنسبة لتحصين النفس: أولا يجب أن تتخذ التحوطات الطبية المعروفة، هذا أمر لا نرفضه أبدا، لكن لا تكون هذه التحوطات بوسوسة وبمبالغة.
الأمر الثاني: أذكار الصباح والمساء، يجب أن يحفظها الإنسان، لا تستغرق أكثر من سبع إلى ثمان دقائق – يا أخي – هذه أذكار حافظة بإذن الله، أذكار عظيمة، من أولها إلى آخرها، كل كلمة وردت فيها ذات معنى عظيم.
يا أخي قل كل صباح وكل مساء: (اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي) فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدعهن حين يصبح وحين يمسي، فإنك حين تقولها كل صباح وكل مساء لن يصيبك شيء بعد ذلك إلا أن يكون شيئا قد كتبه الله عليك.
وحين تقول (حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)، وترددها سبع مرات بيقين كفاك الله ما أهمك، كما ورد في الحديث: (من قال إذا أصبح وإذا أمسى، حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، سبع مرات، كفاه الله ما أهمه صادقا كان بها أو كاذبا).
وحين تقول: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء) ثلاث مرات لا يضرك شيء في يومك هذا أو في ليلتك هذه، كما ورد في الحديث: (من قال صباح كل يوم، ومساء كل ليلة، ثلاثا ثلاثا: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، لم يضره شيء).
وحين تذكر بيقين: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) لن يضرك شيء، كما ورد في الحديث أيضا: (من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء، حتى يرتحل من منزله ذلك).
احفظ هذه الأذكار حفظك الله، هي تفيدك في كل شيء، ليس في مخاوفك هذه فقط، بل تفيدك في كل شيء، وهي عظيمة، وعليك بأذكار النوم، وعليك بأذكار الاستيقاظ.
هذا هو ما أنصحك به، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد، وأن يحفظك الله تعالى من كل مكروه.