أخي عاد للتعاطي.. ما الحل؟

0 30

السؤال

السلام عليكم.

أنا صاحبة الاستشارة 2466458، قرأت إجابتك يا دكتور عبد العزيز، كما ذكرت لك أخي يذهب للمسجد، ومع رجال صالحين، ولكن عاد يتعاطى من جديد بعد أن ذهب إلى المركز ليتعالج في شهر تموز الماضي، وعاد إنسانا آخر.

المشكلة أنه لا يتجاوب معي، أتحدث معه يعصب، ويقول لا أريد نصائح وشكله مستفز جدا، وأختي الصغيرة تقول لي إن نظراته تجاهها ليست جيدة، أنا فعلا خائفة هو يذهب الى جلسات علاج أسبوعيا، ولكن لا يتحسن أبدا، لا أدري لماذا هو يفعل ذلك، والمشكله كما ذكرت لكم هو كتوم جدا.

أرجوكم ساعدوني، فوالداي كبار في السن، ولا يتحملون هذه المشاكل، وأنا فتاة مقبلة على الزواج، وأخاف أن يعير خطيبي بي، وهل يوجد أدعيه له تغير القدر؟ أنا متأكدة أن الدعاء يغير كل شيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أدرك تماما معاناتك مع أخيك والأسرة؛ لأنني عملت مع المدمنين لفترة من الوقت في مركز، وكنت أحس بمعاناة الأسر التي يقوم بها شخص مدمن، معانتهم في المشاكل التي تنتج عن الإدمان وأثناء العلاج، بل خصصنا علاجا أسريا للمدمنين.

ومشكلة الإدمان – كما ذكرت – يؤثر على الشخص وعلى الأسرة، وذكرت عدة أشياء من ضمنها فرص الزواج واستمرار الخطوبة، والتأثير على والديك كبيرا السن، فهذا كله أشياء تحدث والمعاناة التي يحس بها الأهل موجودة، ولكن كما ذكرت لك الأمل موصول -إن شاء الله-، الإدمان كما ذكرت في السابق هو مرض مزمن ومعرض للانتكاسة، وهناك أشياء إيجابية عند أخيك -إن شاء الله- تساعده في التوقف النهائي، وهو أول شيء، التدين والاستمرار في أداء واجباته الدينية والصحبة الخيرية ومواصلته للعلاج، هذه عوامل إيجابية، ونحن في برامج علاج الإدمان أهم شيء عندنا ما يسمى بالاستمرار في العلاج، كلما استمر الشخص في العلاج لفترة أطول، وكلما أتى للعلاج فهذا مؤثر إيجابي من أنه إن شاء الله سوف يتوقف يوما ما توقفا نهائيا ولا يأخذه، وهذا من طبيعة المرض، يحتاج إلى صبر شديد من جانب الأهل، وحتى مع المعالجين النفسيين الذين يتعاملون مع المدمنين، ودائما يجب أن يكون عندهم أمل، ولا يصابوا بالإحباط.

ولا أدري هل تتواصلين مع المعالجين أم لا؛ لأنه من المهم جدا أن تتواصلي مع المعالجين، فهم سوف يساعدونكم بدرجة كبيرة، ويشرحون لكم كيفية تقدمه في العلاج.

هناك شيئان أحب أن أعلق عليهما: أولا المدمن دائما حتى إن انتكس ورجع عادة لا يتعصب ولا يأتي بسلوك غير سوي، هو يتعصب دائما في حالة انقطاع المادة أو زيادة المادة، ولكن طالما هو انتكس وصار يتعاطى فلا تبدر منه مشاكل كثيرة، أي: يعني مشاكل في المنزل، ولكن مشاكل الإدمان، فيجب ألا يختلط الأمر، فالتغيير السلوكي قد يتطلب فحصا هل مع الإدمان يعاني أخيك من مرض نفسي أم لا؟ لأن هذا يحتاج إلى علاج.

الشيء الثاني: هناك الكثير من البلدان: المدمن الذي لا يستجيب للعلاج يمكن أن ينام بالإكراه، ويحجز لفترة من الوقت حتى يتوقف تماما، وهذا ما يسمى بالعلاج الإجباري، فيمكنك أيضا أن تتلمسي إمكانية هذا الشيء في بلدك.

ثالثا: الدعاء له في جوف الليل أختي الكريمة، ليس هناك دعاء معين، ولكن في جوف الليل ادعوا له بأن يشفى من هذا المرض، وأن يتعافى، وادعوا له باستمرار أختي الكريمة، فإن شاء الله يمن الله عليه بالشفاء، ويتوقف من التعاطي والعودة إلى الحياة الطبيعية، طالما هو مقبل على العلاج، وطالما هو يؤدي فروضه الدينية.

وفقكم الله، وسدد خطاكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات