السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم.
أسأل عن حل لحالي، وهو أني أصبحت منافقة، أنام عن صلاتي المغرب والعشاء، لكني أحافظ على أذكار الصباح والمساء، أدرس علما شرعيا.
أستيقظ لصلاة الفجر، ثم في بعض أيام الأسبوع أراجع القرآن الكريم، فأنا حافظة لكتاب الله منذ العاشرة من عمري، -يا شيخ- منذ أن تزوجت وقبل زواجي بشهر تقريبا حرمت قيام الليل.
علما بأني في بيت أبي، وكان من الصعب علي القيام، رغم أني ولو كنت وحدي في المدينة الجامعية أستيقظ للصلاة في الثلث الأخير.
الحال هذا يتكرر الآن معي، أنا في بيت زوجي الآن أمشي تارة مستقيمة وتارة أزل بعد ثبوت، ولا أعلم أهذا النوم عن الصلاة لمشقة الحمل أم لأي شيء؟
يا شيخ طوال وقت نومي أتقلب على السرير وقت السحر، أستغفر ربي كثيرا، وأقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، أنا أسرفت على نفسي، لا أجد حلا لما أنا فيه، وكلما استقمت اعوججت، لأني من طفولتي اعتدت على أن ألزم جماعة المسلمين.
كنت أذهب للكتاب في الثالثة من عمري، قضيت ثلاث سنوات في التعليم الجامعي مع صحبة أعنتهم على القرب من الله، وصرنا نتنافس على الصيام والأذكار والقيام والصلاة جماعة، سبقوني الآن وصرت أنا وحدي في البيت.
زوجي يعمل نهارا وليلا، ويأتي للبيت آخر الليل، وأنا راعية في بيت زوجي ومسؤولة، يا شيخ الآن أنا أعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، أخاف أن يسبق علي الكتاب فأعمل بعمل أهل النار فأدخلها.
أنا لا أقنط أبدا من عفو ربي، لكن أخاف أن تغرني الأماني حتى يجيء أمر الله، أنا الآن يبقى لي على ختم القرآن للمراجعة جزآن.
كذلك: ماذا تفعل الزوجة إن رأت زوجها يفعل العادة السرية مستترا؟ علما بأنه يريد الحفاظ عليها لأنها حامل، وقد حدث لها إجهاض سابق لهذا الحمل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يزيدك خيرا وحرصا، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
نحن سعدنا بهذه الاستشارة التي تنزعجين فيها من الفتور الذي يصيبك في علاقتك بربك، والفتور الذي يصيبك بعد إقبال على الصلاة ثم كسل فيها، بعد إقبال على كتاب الله ثم التقصير فيه، نحيي أولا هذا الشعور بالخلل، لأن هذا الشعور هو البداية المهمة للتصحيح، نسأل الله أن يعيننا وإياك على الخير.
لا شك أن الإنسان تعتريه لحظات فيها صعوبة، خاصة وقد أشرت إلى أنك في بدايات أيام وأشهر الحمل الأولى، وهذه الظروف تمر على المرأة، ولكن مع ذلك اجتهدي فيما يرضي الله تبارك وتعالى، وحافظي على الصلوات الخمس والأركان الأساسية والواجبات الكبرى في هذا الدين العظيم، وما دمت تجتهدين وتشعرين بالتقصير فإنك على خير كثير، المصيبة أن يغتر الإنسان بعمله، أما الذي يشعر بالتقصير ويكتب مثل هذه الكلمات فهذا دليل على أنه يطمع في المزيد.
عليه أرجو أن تجتهدي وتجاهدي وتستمري، واعلمي أن الشيطان عدونا يقعد في طريق من يريد الصلاة والقرآن والفلاح والخير.
لا تتحسري على ما حصل في ما مضى، وأشغلي نفسك بطاعة الله، فإذا حصل تقصير فتداركي بالتوبة وبالحسنات الماحية، فالحسنات يذهبن السيئات، وتعوذي بالله من الهموم والوساوس التي يأتي بها الشيطان، فإن علينا أن نعمل، وليس علينا أن نفكر في أمور أخرى – في قبول العمل، في: أن يسبق علينا الكتاب، أو نحو ذلك من الأمور – وكما قال ابن كثير: (اقتضت حكمة ربنا الحكيم، أن يكتب الختام لمن عمل بالخير أن يختم له بالخير)، والإنسان يبعث على ما مات عليه، لكن الأهم من ذلك أنه يموت على ما عاش عليه.
عيشي محبة للطاعات، حريصة على رضا رب الأرض والسماوات، وإذا حدث منك تقصير أو خلل فنحن البشر النقص يطاردنا، فعلينا أن نعجل بالتوبة وبالاستغفار والرجوع إلى الله، وذلك مما يغيظ عدونا الشيطان.
أما بالنسبة للجزئية الأخيرة من الرسالة – يعني هذه الممارسة الخاطئة من الزوج – طبعا مرفوضة، فكوني عونا له، ويبدو أنه فعلا – أنت أشرت إلى نقطة مهمة – وهو أنه يفعل تلك الممارسة الخاطئة حفاظا عليك، ولكن أرجو أن تتفقهوا في هذه المسألة، واعلمي أن المرأة حتى في هذا الوضع تستطيع أن تعاون زوجها على بلوغ الحلال، فكوني عونا له على الخير، وكوني عونا له على طاعة الله تبارك وتعالى، وهناك هيئات وأشكال يمكن أن تمارس فيها وبها العلاقة في المرحلة المذكورة – مرحلة الحمل – دون ضرر.
نسعد بتواصلكم مع الموقع حتى تصلكم بعض الإرشادات المهمة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.