هل يحق لي الخروج مع الفتاة التي سأتزوجها مستقبلا؟

0 28

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب في الثانوية العامة، تعرفت على فتاة درست معي سابقا، بعد سنة بدأت أعجب بها فصارحتها بمشاعري وخرجت معها، وتعلمت منها الكثير، أصبحت أحافظ على الصلاة وتعلقت بالله أكثر، وبعد مدة شعرت بالذنب، فلم أرد الخروج معها، وحاولت مقابلة أهلها.

نحن أخطأنا وتبنا، لكني ما زلت أكلمها، فأنا لست في بلد إسلامي، لقد صارحت والدتها وأخبرتها بكل شيء، وأريد خطبتها بعد سنة والزواج بها والسفر، فهل يحق لي الكلام معها في مواقع التواصل لحين موعد الخطبة؟ ورغم أنها درست معي من قبل فأنا لم أستطع النظر إليها، حتى الآن لا أنظر إلى وجهها، هل ممكن أن أستشير والدتها عندما أريد الخروج معها للذهاب للدراسة والعودة معها؟ أتمنى أن تعطوني حلا فأنا لا أريد أن أنقطع عنها، وأعتذر عن ضعف لغتي العربية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل-، ونشكر لك الحرص على التواصل، ونحيي هذا السؤال الذي يدل على حرصك على الخير، والمؤمن رجاع إلى الله، فنسأل الله أن يتوب عليك وعليها، وأن يجمع بينكما على الخير، وأن يلهمكما السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

طبعا نحن لا ننصح بالتوسع في العلاقة بالطريقة المذكورة، وإذا أردتما التوسع فأرجو أن تعلنا العلاقة أولا، ثم إذا أعلنتما العلاقة فأصبحت خطبة فالخاطب والمخطوبة أيضا ينبغي أن يحتكما لقواعد الشرع، ومن قواعد هذا الشرع أن الخطبة هي وعد بالزواج، لكنها لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها ولا التوسع معها في الكلام.

أما إذا أردتما ما ذكرت فأرجو أن يذهب أهلك إلى أهلها، وتتطور هذه العلاقة إلى عقد، يعني: كثير من الناس يعقد عقد زواج ثم يؤخرون الزواج لسنة أو للوقت الذي يتيسر معهم، والحمد لله إذا كان هناك تفهما وحرصا من الطرفين فأرجو أن تكتفا بما يرضي الله تبارك وتعالى، وحتى المكالمات من خلال النت أو غيره ينبغي أن تكون في الأمور الطبيعية والأمور الشرعية، وأرجو أن يسبق ذلك تواصل أهلك بأهلها، لتكون خطبة، فإذا كانت خطبة تستطيع بالتواصل أن تتكلم معها في أمور الدراسة، أو في مستقبل الحياة، أو في النواحي الشرعية: التذكير بالله، هذا كله لا مانع منه في فترة الخطبة، أما إذا الحديث سيخرج عن هذا أو سيكون أكثر من هذا وستكون هناك خلوة شرعية فهذا لا بد فيه من عقد زواج، لا بد أن ننتقل إلى الخطوة التي بعدها – أي بعد الخطبة -.

وعلى كل حال: أنت تشكر والفتاة تشكر على هذا الحرص على الخير، وأرجو أن تعلما أن حرصكما على الخير وابتعادكما عن بعضكما وتواصلكما إلا بغطاء شرعي، إلا فيما يرضي الله، هذا من أسباب البركة والتوفيق والنجاح والمتعة والسعادة عندما تبدأ الحياة الزوجية بينكما، فكل علاقة ليس فيها رضا لله هي خصم على سعادة الأزواج وعلى سعادة الأسرة مستقبلا.

نسأل الله أن يعيننا وإياكما على الخير، وأن يلهمنا جميعا السداد والرشاد، وأن يعيننا على التمسك بآداب وأحكام هذا الدين، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات