السؤال
السلام عليكم.
أعاني من الرهاب الاجتماعي، وقرأت في موقعكم عن دواء الزولفت في قسم الاستشارات، وفي تاريخ 10/1 بدأت في تناول الزولفت جرعة 50، واستمررت عليها 10 أيام، وفي تاريخ 21/1 رفعت الجرعة إلى 100 وأنا مستمر عليها إلى الآن.
الدواء أفادني -والحمد لله-، وشعرت بالاختلاف من أول أسبوع، فقد أصبحت أكثر استرخاء وهدوء، وأستطيع التواجد بين الناس، ويمكنني النظر في عيون الناس لمدة طويلة، وازدادت الجرأة لدي قليلا
ولكني لا زلت لا أستطيع التحدث مع الغرباء، ولا تكوين صداقات جديدة، ولا التحدث أمام الطلاب في المحاضرات، يمكنني أن أقول أني استفدت من الدواء بنسبة 20% فقط، فهل أرفع الجرعة أكثر، أم أستمر على 100 gm؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصعب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بعض الأعراض التي ذكرتها في هذه الاستشارة ليست أعراض الرهاب الاجتماعي المعروفة، مثل المشكلة في تكوين صداقات جديدة، هذه مشاكل في الشخصية، الرهاب الاجتماعي هو حدوث قلق وتوتر في مواقف اجتماعية معينة مثل الكلام أمام جمع من الناس – كما ذكرت أنت – مثلا في المحاضرات، أو في المناسبات الاجتماعية، ويتبع ذلك أن يحاول الشخص تفادي هذه المواقف الاجتماعية لتجنب الضيق والتوتر الذي يحصل عندها، وطبعا هذا يؤثر على حياة الشخص مثلا، وأنت ملزم بإلقاء محاضرات أو التحدث مع أمام الطلاب.
هذا باختصار الأعراض الرئيسية للرهاب الاجتماعي، وعلاج الرهاب الاجتماعي هو علاج دوائي وعلاج نفسي، ولا بد من الاثنين معا، الدواء وحده لا يكفي، الدواء فعلا قد يساعد في تخفيف أعراض القلق والتوتر، ولكن لأن يعود الشخص طبيعيا ويمارس هذه الأنشطة لا بد من علاج سلوكي معرفي، وهذا ما تحتاجه أنت الآن -أخي الكريم-.
أن يكون لك علاج سلوكي معرفي، مع تناول الـ (زولفت)، وأنا أظن أن جرعة الزولفت مائة مليجرام كافية إذا كان مصاحبا بالعلاج السلوكي المعرفي.
إذا أنت تحتاج للتواصل مع معالج نفسي لعمل جلسات علاج سلوكي معرفي، وتحتاج لحوالي عشرة إلى خمسة عشر جلسة، الجلسة طبعا تكون لمدة ساعة، وفيها يملكك المعالج مهارات معينة، تقوم بتطبيقها ومراجعة النجاح والإخفاقات في كل جلسة.
ومسألة تكوين الصداقات: هذا بالتأكيد يحتاج لمهارات معينة، ويحتاج إلى علاج نفسي فقط، والعلاج الدوائي لا يساعد في مثل هذه الأشياء.
وفقك الله وسدد خطاك.