السؤال
السلام عليكم.
سيدي، لقد أخطأت في حق زوجي وارتكبت معصية الخيانة الهاتفية مع قريبه، وذلك بسبب الفراغ الذي كنت أعيش فيه، وليس بسبب عيب فيه، فهو إنسان محترم وكريم ويحبني، ولكن الشيطان كان لي بالمرصاد، وقريبه هذا قريب جدا له، أي لا بد أن نتواجه.
وقد تبت إلى الله، وستر الله علي 5 سنوات لم يعلم أحد بهذا، إلى أن شاء الله أن تحدث مشكلة بيني وبين هذا الشخص فهدد بفضيحتي لدى زوجي، فقمت أنا بالاعتراف لزوجي بكل شيء، وبعد فترة عصيبة سامحني، ولكنني أعيش حالة من عذاب الضمير والخوف والقلق من مواجهة الأمر مع الأهل؛ لأن هذا الشخص ما زال ينغص علي بفضحي لدى الكل.
أريد أن أسألك يا شيخ ما عقاب من يريد هدم بيت زوجي سعيد؟ ما عقاب من يريد هتك ستر الله؟ أريد أن أعيش بسلام مع زوجي، ولكن أعيش كل يوم رعبا حقيقيا، ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يتوب علينا لنتوب، وأن يلهمنا رشدنا وأن يعيذنا من شرور أنفسنا، ونسأله تبارك وتعالى أن يغفر الذنوب وأن يستر العيوب.
فكم كنت أتمنى أن لا تسارعي بالاعتراف فإن الصراحة قد تضر أحيانا ولكن قدر الله وما شاء الله فعل، وقد انتهت الأزمة بخير ولله الحمد، فلست مطالبة بفضح نفسك وسرد تاريخ حياتك حتى لو طلب منك الزوج ذلك، وأرجو أن لا يشعر ذلك الخائن بأنك ضعيفة أو خائفة؛ لأنه يستفيد من ضعفك وخوفك.
ولا شك أن المهم في المسألة هو صدق التوبة والرجوع إلى الله، وإظهار الوفاء والإخلاص للرباط الذي بينك وبين زوجك، ولن يضرك بعد ذلك تهديد ذلك الشرير الذي يفضح نفسه من حيث لا يشعر، وسوف يسلط الله عليه من يسيء إليه فإن الجزاء من جنس العمل.
ولن يضرك كلامه عنك، ولن يستطيع أن يفعل شيئا، وسوف ينسحب إذا علم أن زوجك سوف يكون في حمايتك فلا تظهري له الخوف حتى لا تقعي في خطأ آخر معه، فإنه يريد أن يستخدم ما حدث كوسيلة للضغط عليك من أجل تلبية أغراضه السيئة، فحافظي على بيتك، واجتهدي في طاعة ربك، وأكثري من اللجوء إلى المنتقم العزيز، وحذريه من الاتصال عليك وتكرار تهديده وتصرفاته، فإنه جبان ضعيف، واقطعي الاتصال به، وأشغلي نفسك بالمفيد، وكوني مطيعة لربك وحريصة على إرضاء زوجك، واهتمي ببيتك ومظهرك، واحفظي لسانك وكوني واثقة من نفسك، ولا مانع من إخبار من يردعه ويوقفه عند حده.
وتعوذي بالله من الشيطان، وخالفيه بطاعتك للرحمن وإكثارك من الاستغفار، واعلمي أن التوبة تمحو ما قبلها، وإذا التزمت طريق المتقين فلن يضرك تهديد المجرمين ((إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)) [النحل:128].
والله ولي التوفيق والسداد.