أعاني من البطالة وسوء اختيار التخصص، فما العمل؟

0 36

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من البطالة وليس لدي عمل، وأفكر في الموت وأعلم أن الانتحار حرام، وأن حياتي ليس لها معنى، فقد درست تخصصا لا أحبه، ولم أجد نفسي فيه، حتى عندما وجدت وظيفة في تخصصي كنت أفشل في المعاينات، وليس لدي مؤهلات أنافس بها في سوق العمل، أشعر بالبؤس لا أحب تخصصي ولا أريد العمل في مجالي، فأنا لم أستفد شيئا مما درست في الجامعة، وكنت أفشل في امتحانات العمل لتخصصي.

لست اجتماعية، ولم يتقدم أحد لخطبتي بسبب مرضي النفسي الذي ما زلت أتعالج منه، أرجوكم لا تقولوا لي تأقلمي مع تخصصك، فأنا لا أحبه، وليس لدي خبرة في المجال، ولا أفقه شيئا في تخصصي، صرت أفكر في الموت، وليس لدي أيضا اللغة الإنجليزية التي تؤهلني لسوق العمل، حاولت دخول معاهد، ولكن لم أستفد منها شيئا، فالمعاهد الموجودة عندنا ضعيفة، ودراستي في الجامعة كانت بالعربية، لذلك أنا ضعيفة جدا في اللغة التي كان من الممكن أن تؤهلني للعمل.

تخرجت منذ 4 سنوات وما زلت عاطلة، وأتناول الأدوية منذ التخرج بسبب المرض النفسي، وأهلي يسخرون مني، حتى طبيبي يسأل عن سبب بطالتي.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة الربيع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخطوة العملية الأولى والفورية هي تغيير مسارك المهني، فلا أريد أن أنصحك بتقبل تخصصك، لأنك تخرجت وانتهى الأمر، ويبد أن الرفض لتخصصك ناتج عن قناعة تامة، الآن عليك أن تحددي ميولك المهنية والتوجه إلى ذوي الاختصاص والحصول على دورة تدريبية مكثفة تنتهي بالتوظيف، بداية سوف يكون الأجر رمزي، ولكن سوف تكتسبين الخبرة الكافية والتدريب اللازمين لدخول سوق العمل بشكل أكثر ثقة.

بالنسبة للغة الإنجليزية لكي تتقنيها بشكل جيد عليك إتخاذ ثلاث خطوات مهمة، وهي:
أولا: البحث عن شخص متخصص يقدم لك حصص فردية.
ثانيا: التعلم الذاتي: كتابة وترجمة نصوص، الإصغاء لمن يتكلمون اللغة الإنجليزية وقراءة نصوص واستخراج معاني الكلمات المهمة. ثالثا: الجرأة، في البداية تحدثي مع الآخرين حتى لو كنت متأكدة أن لغتك غير سليمة بشكل تام، وبالتدريج سوف تتحسن لغتك عندما تكتشفين أخطائك.

بالنسبة للانتحار: إذا كل بنت تأخرت في سن الزواج ولم تجد عملا سوف تنتحر، بذلك سوف تكون حالات الوفيات بالملايين بشكل يومي، فالحياة مليئة بالضغوطات النفسية والاجتماعية التي لا تنتهي، وما علينا إلا محاولة التكيف مع هذه الحياة، وتوثيق هلاقتنا بالله عز وجل، وعدم اليأس من رحمته.

تذكري أن الانتحار من أكبر الكبائر، وقد قال الله جل وعلا:{ ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما * ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا [النساء:30] وقال النبي ﷺ: من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ) رواه البخاري ومسلم.

-  تحدثي مع شخص تثقين به وترتاحين للحديث معه، عن جميع مشاعرك، وأفكارك. ومشكلاتك.

- اسألي نفسك السؤال التالي: ما هو الشيء الأصعب؟ مواجهة صعوبات الحياة والتغلب عليها أم أن أموت وأعذب يوم القيامة؟

- الواجب على المؤمن التصبر والتحمل إذا حصل معه نكبة ومشقة في دنياه لا أن يعجل في قتل نفسه، بل يحذر ذلك، ويتقي الله، ويتصبر ويأخذ بالأسباب{ ومن يتق الله يجعل له مخرجا}. وإذا قتل نفسه فقد تعرض لغضب الله وعقابه، وهو تحت مشيئة الله.

- الانتحار هو هروب من الواقع وليس مواجهة الواقع، وهذا هو الفرق بين من يقهر ظروفه وينتصر عليها وبين من يسيطر عليه اليأس والخوف والظروف فينتحر ! لذا، فكري بطريقة إيجابية قبل أن تفكري بطريقة سلبية، وأوجدي حل لكل ما تعانينه من مشكلات سواء كانت في شخصيتك أو في الظروف التي تعيشينها.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات