السؤال
السلام عليكم
أشكر جميع القائمين على هذا الموقع، وجزاهم الله خيري الدنيا والآخرة.
إلى الدكتور محمد عبدالعليم رفع الله قدره، أعاني من مشكلتين، وأود معرفة: هل للسيروكسات علاقة بها أم لا؟
الأولى: وهي زيادة مفرطة في إفراز اللعاب عند النوم، وعند التحدث وحتى عند الأكل، ودائما أشعر بأنني في حاجة للبلع.
المشكلة الثانية: ظهرت معي بعد التوقف عن استخدام السيروكسات، وهي صعوبة في التحدث والنطق، أصبحت أخطئ كثيرا مثلا أقول كلمة على وزن الكلمة التي بعدها، أو أقلب بعض الحروف، وهذا يسبب لي الإحراج، وصرت أفكر كثيرا قبل أن أتحدث خصوصا إذا كنت أتكلم مع مجموعة، لو كانت المشكلة في مخارج الحروف فقط كان ممكن أقول بسبب تقويم الأسنان الذي ركبته قبل فترة، ولكن المشكلة في ترتيب الكلام ونطقه من الأساس.
أحس وأن المشكلة أصبحت عقلية، هذا غير التركيز والفهم أو الاستيعاب أحس أنه قل عندي بشكل كبير.
علما بأني متوقف عن العلاج منذ ٧ أشهر، وأعتقد بأني في حاجة للرجوع إليه، ولي استشارة سابقة بالرقم 2454903.
لدي سؤال آخر: أود أن أعرف إجابة منكم، هل الرهاب الاجتماعي شيء مكتسب أم وراثي؟ وهل الأم والأب أو أحدهما إذا كان له تاريخ مع الرهاب الاجتماعي يستطيعون تربية أبناء اجتماعيين وبشكل سليم بعيدا عن الرهاب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في هذا الموقع وفي شخصي الضعيف، وقد أجبنا على استشارتك التي رقمها (2454903) بتاريخ 17/11/2020، أكدت لك على بعض الآليات العلاجية السلوكية التأهيلية المهمة جدا، فأرجو أن تجعلها جزءا أصيلا في علاجك، والدواء تعتبره هو الأمر الإضافي.
الزيروكسات لا يسبب أبدا إفراز مفرط للعاب، هذا ليس من الآثار الجانبية المعهودة أبدا، ربما يكون – أخي الكريم – هنالك سبب آخر كالتهابات اللثة، ويفضل إذا فحصك طبيب الأسنان؛ هذا ربما يكون أمرا جيدا.
بالنسبة لموضوع الصعوبة في التحدث والنطق التي طرأت على حالتك بعد التوقف من الزيروكسات: هذا قد يكون ناتجا من القلق والتوتر الداخلي، القلق في بعض الأحيان لا يعبر عنه حسب محتوياته ومكوناته النفسية، إنما قد يظهر في شكل تغيرات جسدية مثلا، والانشدادات العضلية الداخلية الناتجة من التوتر قد تأثرت، أو قد تكون عضلات النطق هي التي تأثرت، وأنت أخي ذكرت أيضا أنه لديك مشاكل الآن مع التركيز ومع الفهم والاستيعاب، وأعتقد أن هذه كلها ناتجة من القلق النفسي الداخلي.
فأنا أقول لك: لا تقلق أبدا، استمر في برامج المواجهات، احرص على الواجبات الاجتماعية: زيارة الأهل، صلة الرحم، زيارة المرضى، تلبية الدعوات – الأعراس وخلافه – والصلاة مع الجماعة، ممارسة رياضة جماعية ... هذه كلها آليات علاجية مهمة جدا بالنسبة لك.
وأنا أعتقد أنه يمكن أن ترجع وتتناول الزيروكسات، أو إذا أردت أن تستبدله بالزولفت – والذي يعرف علميا سيرترالين – هذا أيضا دواء ممتاز وفاعل جدا لعلاج القلق والرهاب أيا كان نوعه، فخياراتك العلاجية موجودة ومتاحة، إذا كان خيارك هو السيرترالين فتبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلها حبة كاملة – أي خمسين مليجراما – يوميا لمدة شهر، ثم تجعلها حبتين – أي مائة مليجرام – يوميا لمدة شهرين، ثم تجعلها حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول السيرترالين.
أما إذا كان الزيروكسات هو خيارك فابدأ بنصف حبة لمدة عشرة أيام مثلا، ثم ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، وبعد ذلك اتبع نفس التعليمات السابقة فيما يتعلق بتناول الزيروكسات.
بالنسبة لسؤالك: هل الرهاب الاجتماعي شيء مكتسب أو وراثي؟
الرهاب الاجتماعي تلعب الجوانب الوراثية فيه دورا، والذي لا يورث ليس هو الإرث الجيني المباشر، إنما الذي يورث هو الاستعداد والقابلية، إذا كان – مثلا – الوالدين أحدهما أو كلاهما لديه رهاب اجتماعي، أو أي نوع من أنواع المخاوف الأخرى؛ ربما يجعل بعضا من ذريته لديه الاستعداد للرهاب إذا توفرت الظروف الاجتماعية، وفي جميع حالات الرهاب الاجتماعي مكتسب، لا أحد يولد ولديه رهاب اجتماعي، والأشياء التي تثير الرهاب الاجتماعي هي التعلم السلبي السابق، إذا تعرض الإنسان إلى نوع من الرهبة أو التخويف في صغره، هذا قد يؤدي إلى ظهور الرهاب الاجتماعي، وليس هنالك عجز في التربية أبدا، لكنه تفاعل ما بين المكونات الوراثية والظروف البيئية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.