لدي وسواس بسبب نزف دم من أنف طفلتي.

0 20

السؤال

السلام عليكم.

أنا أم لطفلة في عمر السنتين والنصف، أعاني من وسواس الأمراض، لدي فوبيا من رؤية الدم.

ابنتي نزفت من أنفها للمرة الثانية بدون سبب، فأخذتها إلى المستشفى عند استيقاظها من النوم، وكان كل الوجه ملطخا بالدماء، ورفضوا أن يعملوا لها تحاليل رغم إصراري على ذلك.

شخصوا الحالة على أنه هناك جفاف وجرح داخل الأنف، لكن المشكل الذي يجعلني أنهار من البكاء والتفكير المستمر هو أنه أثناء حديثي مع الممرضة، كانت هناك قمامة فوق المكتب بها كشكل إبر لفحص تحاليل الدم، وابنتي وضعت يدها فوق الصندوق، والصندوق كان مفتوحا بغطاء صغير من فوق، ولم يكن مملوءا بالكامل، بل كان أكثر من النصف.

كذلك أنا وضعت يدي كما وضعت ابنتي، ولكن لم ألمس ما في الداخل، ورجعت للممرضة لسؤالها مرة ثانية فقالت لي: لا تخافي فهي لم تلمس أي إبرة والإبر محمية حتى بعد استعمالها.

رأيت بعيني أنه لم تكن هناك إبر على سطح القمامة بل مجرد أنابيب بها دم، وسألت ممرضة ابنتي الخاصة، وقالت لي: لا تخافي فالإبر محمية.

فحصت يد ابنتي طول اليوم، ولم يكن هناك أي جرح أو خدش، والذي زاد الطين بلة وزاد الوسواس أني ذهبت لأسأل موظفا في المختبر، قال لي لا يمكنني الجزم، وزاد خوفي أكثر، وصرت لا أتوقف عن التفكير، وألوم نفسي، وندمت، لأني أخذتها للطبيب.

سؤالي جزاكم الله خيرا، كيف أطمئن على ابنتي؟ هناك شيء في داخلي يقول: ليس هناك شيء بإذن الله، وسأفقد عقلي من التفكير، وأنا حامل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Damiya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الخوف من أجل حماية النفس هو أمر مطلوب لا شك في ذلك، لكن ليس بهذه الطريقة، لا شك أن هذا خوف مرضي، هنالك مخاوف وسواسية قلقية واضحة جدا.

الخوف الطبيعي: مثلا إذا إنسان خالط إنسانا يحمل مرضا معديا، ففي مثل هذا الوضع الإنسان يتخوف ليتصرف التصرف السليم، أن يراقب نفسه، أن يقوم بالفحوصات المطلوبة في الوقت المطلوب، والتي يحددها الطبيب، وليست الأشياء التي تأتي للإنسان في خلده هنا وهناك.

إذا هذا الذي تعانين منه هو مخاوف وسواسية، والوسواس والخوف من هذا النوع يتم التعامل معها بتجاهلها، وتحقيرها تحقيرا تاما.

الممرضة أكدت لك أن هذه الإبر محمية، وهذا الكلام يجب أن يؤخذ ويقبل، ويجب ألا توسوسي أبدا حول هذا الموضوع، توكلي على الله، اسألي الله تعالى أن يحفظك ويحفظ ابنتك، وكل هذا هو المطلوب وليس أكثر من ذلك.

إذا (التحقير، والتجاهل، والتوكل) هي الأسلحة التي يجب أن تعتمدي عليها في مقاومة هذا النوع من قلق المخاوف الوسواسي.

على المدى البعيد أنا أنصحك حقيقة أن تكثري من زيارة المستشفيات، زوري المرضى، وحين يكون مثلا لديك فحص في المستشفى – والآن أنت حامل – لا تذهبي لهذه المهمة وأنت على عجل، لا، اجلسي في الانتظار، تجولي في ردهات المستشفى، كوني متيقنة أن هذه المستشفيات هي نعمة من نعم الله تعالى، وحتى إن وجدت أمراضا معدية بين الناس لكن التحوطات الكاملة متخذة،...وهكذا.

إذا التعريض، أن تعرضي نفسك لمصادر خوفك هذا واحد من الأسس العلاجية الممتازة. وأريدك أن تذهبي مثلا وتزوري بنك الدم وتشاهدي كيف أن الناس يتبرعون بالدم، وكيف يؤخذ منهم الدم، ... هذا كله تعريض وتعريض إيجابي جدا، وأعتقد أنك محتاجة لشيء من هذا.

كما ذكرت الجانب الآخر في العلاج (التجاهل والتحقير والتوكل)، والأمر ليس أكثر من ذلك، وابنتك لا تحتاج أن تعرض على طبيب أبدا، وكوني مسترخية، كوني مرتاحة البال، أسأل الله تعالى أن يسير الحمل على خير، وأن ترزقي الذرية الصالحة، ولا تعطلي حياتك من أجل هذه المخاوف.

لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي، خاصة أنك حامل.

بارك الله فيك، وجزاك لله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات