كيف أتعالج من الاضطرابات الذهانية والقلق؟

0 25

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رسالتي للدكتور محمد عبد العليم حفظه الله ورعاه.

منذ عامين تعرضت لمشكلة مع بعض الأشخاص، أثناء المشكلة أصابتني نوبة اضطراب وهمي استمرت لمدة شهرين، ذهبت لطبيب نفسي أعطاني حقنة كلوبيكسول بعدها شفيت -ولله الحمد- من الوهم ولم يعد حتى الآن، حيث كنت أتوهم أني مراقب من الأجهزة الأمنية، وأن هؤلاء الأشخاص يتجسسون علي من خلال التليفون، استمر هذا التوهم لمدة شهرين فقط.

بعد ذلك أصبت بنوبة اكتئاب وقلق، أعطاني الطبيب لوسترال وبوسبار وزيسيبيرون، وبعد ثلاثة أشهر زالت حالة الاكتئاب، وتوقفت عن اللوسترال والبوسبار، ومستمر علي الزيسبيرون 2 ملغ جرعة وقائية.

الآن أعاني من كثرة التفكير في أحداث المشكلة التي تعرضت لها، وأعاني من خوف وكثرة التفكير من أن هؤلاء الأشخاص يفتعلون معي مشكلة جديدة، وأعاني من شرود وسرحان وقلة الكلام بسبب كثرة التفكير، فعقلي لا يهدأ من التفكير، كما أعاني من عدم الرغبة في العمل وكسل شديد وعدم التركيز، فهل هذا ذهان أم قلق؟ وهل جرعة الزيسبيرون 2 ملغ جرعة وقائية كافية؟ علما أني أتناولها منذ عامين، بماذا تنصحني، هل أعود لاستعمال البوسبار واللوسترال؟ علما بأن اللوسترال سبب لي ضعف الانتصاب وعدم الرغبة الجنسية، وتحسنت بعدما أوقفته.

شكرا جزيلا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية وفي شخصي الضعيف.

أولا: أنا أطمئنك تماما أن الأمراض الظنانية والأفكار الوهمية الاضطهادية حين تأتي في مثل عمرك لا خوف منها أبدا، -إن شاء الله- تأثيراتها قليلة جدا، لأن في مثل عمرك الإنسان يكون قد اكتسب مهارات في الحياة (مهارات اجتماعية، مهارات العمل، أكمل تعليمه)، لذا وجد أن الأفكار الظنانية – أو ما يسمى بالأفكار البارونية – تكون أفضل كثيرا مما يحدث لصغار السن، كما أن الاستجابة للعلاج استجابة ممتازة.

أخي: أنا أرى أن الحالة التي تعاني منها الآن هي حالة قلقية وسواسية، ولديك ما نسميه بالقلق التوقعي الافتراضي، يعني: أنت تفترض وتتوقع وتتخوف من الأشخاص الذين هم مصدر ظنانياتك أو شكوكك، و-إن شاء الله تعالى- الأمر في غاية البساطة.

أنا أفضل أن ترفع جرعة الـ (ريسبيريدون Risperidone) إلى ثلاثة مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ترجع لجرعتك الوقائية والتي هي اثنين مليجرام.

وعقار (بوسبار Buspar ) طبعا دواء مفيد للقلق وللتوتر، ولكنه بطيء الفعالية، فما دمت الآن أنت لا زلت في هذه الحالة القلقية فأيضا يفضل أن تتناول البوسبار، ابدأ بخمسة مليجرامات صباحا ومساء لمدة أسبوع، ثم اجعلها عشرة مليجرامات صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرامات صباحا ومساء لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عنه.

طبعا الدواء المثالي جدا لعلاج حالة القلق والتوترات والمخاوف الافتراضية سيكون هو الـ (سيبرالكس Cipralex )، هو قريب من الـ (لوسترال Lustral) لكنه أفضل في مثل حالتك، لكن الإشكالية أنه ربما يؤدي أيضا إلى ضعف بسيط في الرغبة الجنسية، فنحاول أن نتجنبه في هذا الوقت.

وهناك خيار آخر وهو عقار (فافرين Faverin ) أيضا دواء ممتاز لعلاج هذا النوع من القلق ذو الطابع الوسواسي، لكن -بكل أسف- الفافرين له بعض التفاعلات السلبية مع الـ (ريسبيريدون)، والريسبيريدون طبعا دواء رائع جدا لعلاج الشكوك الظنانية.

عموما: إذا الآن ارفع جرعة الريسبيريدون، وتناول البوسبار، وفي ذات الوقت – أخي الكريم – حاول أن تستمتع بحياتك، أن ترفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، احرص على صلواتك في المسجد، مارس رياضة المشي، ومصاحبة الصالحين، أكثر من الاستغفار والتسبيح، فهذا – أخي الكريم – فيه خير كثير جدا للنفس، وحاول أن تنام النوم الليلي المبكر لأنه يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ مما يحسن من التركيز لديك، وكذلك يؤدي إلى راحة النفس.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك كثيرا على التواصل مع استشارات الشبكة الإسلامية.

مواد ذات صلة

الاستشارات