السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
وأحييكم على موقعكم المتميز.
وأرجو عرض سؤالي على متخصص أسري.
والسؤال: عندي طفلان ذكران عمرهما بين 3 - 5 سنوات، تعلموا السب وحاولنا معهما ليتركا السب ولم نفلح! فأرجو مساعدتنا في حل مشكلتنا إذا لديكم نصائح واقتراحات.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ أبو صلاح حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن أول ما نبدأ به في تأديب أبنائنا هو تأديب أنفسنا وذلك لأن الحسن عندهم ما استحسناه والقبيح عندهم ما استقبحناه، فنحن قدوتهم، وإذا لم يسمع الطفل إلا الذكر والخير فإنه سوف يتكلم بالحكمة، والله تبارك وتعالى أخرجهم من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئا قال تعالى: (( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ))[النحل:78]، وأول حاسة تعمل هي حاسة السمع ومن هنا كان حرص الشريعة على المسارعة بطرح كلمات الأذان في أذن الوليد وذلك لطرد الشيطان وإعلان الانتصار على هذا العدو ولتكون كلمات التوحيد هي أول ما تطرق سمعه، والفلاح أن يعيش عليها ويموت وهو يرددها.
وبعد فترة تبدأ حاسة الأبصار في العمل، وهنا لابد من إبعاد كل شاذ ومخيف عن بصر الطفل، فإذا سمع الخير وشاهد الخير تكلم به، وإن سمع السباب والشتم والشر تكلم به، وقد يرسخ هذه السلبيات وجود من يضحك ويفرح لذلك كما هو حال كثير من الناس الذين ربما فرحوا لأنه تكلم ولم يهتموا بنوع الكلام الذي يردده، والأمر خطير لأن الإنسان قد يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار أبعد مما بين السماء والأرض، ومن عد كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه.
وإذا حافظ أهل البيت على ألفاظهم والتزموا بالآداب الإسلام، فإن الأطفال يتأثرون بهم، وينبغي كذلك أن ننتبه لمن يختلط بهم من الأطفال ونتأكد من جمال ألفاظهم وحسنها، فإذا جاءت مرحلة الروضة والمدرسة فلابد من زيادة الاهتمام والمتابعة وذلك لإخراج الألفاظ الدخيلة، فالمدارس خليط من الأطفال وفيهم السيئ الخلق، ولابد أن نخرج الألفاظ القبيحة ونبقي على الألفاظ الجميلة والتصرفات الحسنة، وهذا لا يتحقق إلا بمراقبة سلوك الأطفال عقب عودتهم والأم الناجحة تنظر في وجوه أبنائها وفي جيوبهم وتنتبه لألفاظهم.
وإذا سمع المربي من أطفاله ألفاظا بذيئة أو سبابا أو لعنا فإنه يسارع إلى التوجيه والتصويب ولن يفيد ذلك التصحيح إلا إذا راعينا ما يلي:-
1- تجنب العنف عند تصويب الأخطاء وذلك بالاهتمام بالتدرج في الإصلاح، فإذا أخطأ الطفل فإن الخطوة الأولى هي التفاعل حتى لا نرسخ الخطأ في ذهنه ثم بإظهار عدم الرضا، فإن الطفل قبل أن يخطئ ينظر في وجوه والديه ومن حضره، ويقرأ الرضا وعدمه في وجوههم فعلينا أن نظهر عدم الرضا بالخطأ.
ثم تأتي مرحلة التعليم والتوجيه، فإن تكرر الخطأ يمكن أن نفرك إذنه وننظر إليه بغضب، ثم تأني مرحلة التهديد، ثم مرحلة تعليق السوط، والتذكير بالله، ثم استعمال العصا، ولا أظن أن المربي الناجح يحتاج للعصا إلا في إطار ضيق جدا ومع نوعية معينة في الأطفال وحتى عندما نضرب الطفل لابد من ملاحظة الآتي:-
1- أن تكون العقوبة على قدر الجرم كما قال الإمام أحمد: (على قدر ذنوبهم إذا بلغوا عشرا).
2- أن لا يكون عمر الطفل أقل من عشر سنوات.
3- أن لا يتخذ المربي الضرب عادة له.
4- أن لا يكون بآلة حادة، فلا يجوز أن يكسر عظما أو يخدش جسدا مع ضرورة تجنب الأماكن الحساسة.
5- أن لا يصاحب الضرب توبيخ.
6- أن نتوقف عن الضرب إذ بكى أو هرب.
وهذه بعض النصائح والأشياء التي تعين الأطفال على ترك السباب والشتم:-
1- دعاء الوالدين فعليكم باللجوء إلى من يجيب من دعاه.
2- تنقية الألفاظ من قبل الكبار وتعويد النفس القول الحسن حتى عند الغضب كأن نقول: (الله يهديكم)، (الله يصلحكم).
3- العدل بين الأطفال.
4- الإشباع العاطفي حتى لا يحتاج الطفل إلى شيء يلفت به الأنظار والاهتمام.
5- تعليمهم الأذكار والكلمات الطيبة وتحفيز المحاسن.
6- مراقبة البرامج التي يشاهدونها، والرفقة التي يجالسونها.
7- الارتباط بأسر طيبة مع ضرورة الاتفاق على أسس صحيحة مع تلك الأسر.
8- عدم إعطاء الموضوع أكبر من حجمه، وعدم إعلان العجز عن العلاج فإن ذلك يدفع الطفل للمزيد.
9- الثناء على الأطفال وعلى الجميل من ألفاظهم أمام الأهل والجيران.
10- الفهم الدقيق لطبيعة المرحلة العمرية – فهي مرحلة لا تخلو من روح العناد.
11- إشعارهم بأن حبكم يزداد لمن يتكلم بالكلام الطيب.
12- تخويفهم من عقوبة الله لمن يسب ويشتم ويلعن.
والله ولي التوفيق والسداد!