السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تزوجت ابن خالتي، وبعد زواجي مباشرة دخلت الجامعة، فأمرني زوجي بارتداء النقاب خارج البيت، ولكني غير ملتزمة به داخل البيت أمام إخوانه والضيوف من عائلتنا؛ لأننا نعيش مع والديه في بيت واحد، ولا يمكنني التستر أمام إخوانه؛ لأنني أقوم بشؤون البيت، ونأكل على مائدة واحدة.
بعد مدة علمت أنني آثمة لعدم التزامي بالنقاب، ولكنني لم أستطع تغيير الوضع، وبقيت على حالي، والآن أنا أفكر في خلع النقاب تماما؛ لكي لا آثم لعدم التزامي به، ولكنني خائفة من الله، انصحوني.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نعيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يزيدك ويزيد زوجك من الخير والحرص والالتزام، وأن يثبتنا جميعا على الهدى والحق، وأن يجعلنا سببا لمن اهتدى، هو ولي ذلك والقادر عليه.
نشكر لك هذا السؤال الرائع، ونحيي التزامك بالنقاب، والاستجابة لطلب زوجك، ونتمنى أن تكملي هذا الخير فتحرصي عليه أيضا أمام كل من يجوز له الزواج منك، وهو من يسمى أجنبيا في الناحية الشرعية؛ فالأجانب من الناحية الشرعية ليس الذين من بلاد أخرى، ولكن كل من يستطيع أن يتزوج الفتاة هو أجنبي عنها، ولذلك نسأل الله أن يزيدك حرصا وخيرا.
وأرجو ألا تفكري بطريقة سلبية، وألا تتركي النقاب مرة واحدة؛ لأنك لا تلتزمين به داخل البيت، فلا شك أن وجود النقاب داخل البيت قد يسبب لك بعض الضيق وأنت تقومين بالخدمة، ولكن الحل في ذلك أن تتفادي المواجهة المباشرة، فإذا اضطررت إلى المواجهة المباشرة فعليك أن تجتهدي في الالتزام بالنقاب، وأرجو أن يساعدك زوجك على توضيح هذه المسألة من الناحية الشرعية.
واجتهدي، فإن الله يقول: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}، ويقول: {لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها}، وأعتقد أن من ترتدي النقاب خارج البيت وتلتزم بذلك تستطيع أن تراعي ذلك في كل مكان، وفي كل زمان، حسب المطلب الشرعي الذي تطالب فيه المرأة بأن تكون مرتدية هذا الحجاب الساتر.
ولو اضطررت لبعض الجلسات فلا تكوني في المواجهة، وكوني في الناحية التي فيها النساء، وتجنبي أيضا أن تكوني في مواجهة الرجال، بل كوني في مواجهة زوجك أو الأخوات والنساء في الأسرة، المهم: الإنسان يستطيع أن يجتهد، وكما قالت أمنا عائشة: (كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت إحدانا وهي محرمة إذا مر بنا الركبان أسدلت إحدانا خمارها على وجهها)، فالمؤمنة الحريصة تعرف متى تضع هذا النقاب على وجهها، وأنت -إن شاء الله- من هذا النوع.
أكرر: تحذيري لك من التفكير السلبي بأن تفكري في خلع النقاب كليا، يعني تقولين: حتى لا آثم، والآن أنا أريد أن أقول: سيزداد الإثم، وستكون هذه مخالفة واضحة للشرع إذا تركت النقاب في الداخل وفي الخارج، فأرجو أن تكملي الخير، لا أن تنتقصي الخير وتنقضيه فتكوني كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، يعني بعد أن أجادت الفتل رجعت فخربت ما أصلحت.
حذاري من أن تعودي إلى الوراء -بارك الله فيك، وزادك الله حرصا وخيرا- والإنسان دائما ينبغي أن يكون في طاعته لله في صعود مستمر، يعني صاحبة الحجاب نريد أن تكون صاحبة نقاب، صاحبة النقاب نريد أن تحسن نقابها، التي تصلي نريد تجود صلاتها، تطمئن فيها، تخشع في صلاتها، دائما المؤمن ينبغي أن يكون في صعود، وليس في رجوع إلى الوراء.
نسأل الله لنا ولكم الثبات والهداية.