السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عقدت قراني قبل شهر، خطيبي لا يصلي بسبب طبيعة عمله، فهو سائق ولا يجد الوقت للصلاة، حاولت أن أقنعه بالالتزام، كنت أذكره بالصلاة، وأخبره أن حياتنا ستكون أفضل عندما نلتزم ونصلي، وبحثت معه عن حلول، ولكنه لا يصلي.
سؤالي هو: ماذا أفعل؟ خاصة أننا بعد الزواج سنعيش معا، وأنا بالطبع سأتأثر به وأبدأ بتأجيل الصلاة، فإذا لم يعينني هو أعتقد أنني سأتبع نهجه ولا أصلي، فماذا علي أن أفعل؟ هل يكون الحل بالانفصال؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hala حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يقر عينك بهداية زوجك أو خطيبك إلى الصلاة، وأن يهديه وييسر الهدى علينا وعليكم، وأن يجمع بينكم على الخير وفي الخير وعلى الطاعة، هو ولي ذلك والقادر عليه.
لا شك أن أمر الصلاة عظيم، وهي العهد الذي بيننا وبينهم، كما قال النبي، (فمن تركها فقد كفر)، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، وأي خير يرجى من إنسان لا يريد أن يصلي؟ ونعتقد أن دورك كبير في هداية هذا الزوج خاصة في هذه المرحلة، أخبريه أنك سعيدة به، وأنك تقبلي به، وأنك تنتظرين ذلك اليوم الذي يجمعك به، لكن ذلك لا يمكن أن يكون بالالتزام بالصلاة، والحرص على السجود لله تبارك وتعالى.
والعذر الذي يذكره بأنه مشغول وأنه سائق، هذا السائق لا يتوقف ليأكل؟ لا يتوقف لينام؟ في بعض الاستراحات، ألا يتوقف ليقضي حاجته؟ كم ستأخذ الصلاة من الوقت؟ بل إن في الصلاة سبب لحفظه من الشرور، وسبب لبعث الطمأنينة في نفسه وفي السعادة في بيتكم، وهي سبب من أسباب الرزق، بل الصلاة كما قال الصديق (أمان في الأرض).
ولذلك أرجو أن تقفي موقفا واضحا في هذه المسألة قبل أن تكملوا مسألة الزواج، فإن الأمر خطير إذا كان لا يصلي أصلا، إذا كان لا يسجد لله تبارك وتعالى، وهذا ما فهم من السؤال.
لذلك أرجو أن تكوني واضحة جدا في هذه المسألة، قولي له كل خير، واذكري له كل ما فيه من الخير، واطلبي منه أن يكمل هذا الخير بإيقاع قاعدة الخير وأساس الخير، وأول ما يحاسب عليه الإنسان من عمله يوم القيامة الصلاة، بل الصلاة هي الميزان في الدنيا والآخرة، وكان السلف إذا أرادوا أن ينظروا في دين إنسان معين ينظرون في صلاته، وهي في الآخرة – كما مضى – أول ما يحاسب عليه الإنسان من عمله الصلاة، فلا صلاح في الدنيا ولا فلاح في الآخرة ولا سعادة ولا طمأنينة ولا بركة إلا بالالتزام بالصلاة، وهي سبب لإبعاد الإنسان وبعد الإنسان عن الفحشاء والمنكر، {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}.
والأمر فعلا صعب على الزوجة إذا دخلت بيتا فيه زوج لا يصلي، فإن تأثير الزوج كبير، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ونسعد بتواصلك، وأرجو أن تستعيني بعد الله بالصالحين من محارمك من أجل أن يوجهوا له النصح، ونسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق.