مترددة في اتخاذ القرار وتغيير التخصص!

0 30

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة طب سنة ثانية، لدي إمتحانات ولا أستطيع الدراسة بسبب فكرة تغيير التخصص التي تراودني كثيرا؛ لأنه لم تكن لدي رغبة حقيقية لدراسة الطب، وأكره الدراسات الحفظية، ولا أهوى الاطلاع في المجال الطبي، ولا أجد وقتا، إذ أغلب وقتي بين الأوراق حبيسة، أغار ممن يدرسون في كليات أخرى؛ لأن لديهم وقت للقيام بما يريدونه، وكنت أتصور نفسي أعمل في شركة، في أي مكان مختلف عن جو المستشفى.

الآن أنا مترددة في ترك التخصص؛ لأنني أخاف أن أندم إذا تركته بسبب المكانة التي حظيت بها، واحترام الناس لي الذين لم أكن أتصور أن أتحدث معهم يوما، وبسبب توفر العمل، وبسبب طموحي في أن أكون في أعلى المراتب، ولا أنكر أنني دائما ما أجد صعوبة في اتخاذ القرار حتى في شراء الملابس، وهذا بسبب الوضع المادي لعائلتي؛ لأنني لا أستطيع اقتناء كل ما أريد، لذا دائما أبحث عن الأفضل والأقل ضررا مما انعكس على دراستي أيضا، وأظن أنها المشكلة الرئيسية لحالتي.

وأخاف من استهزاء الناس ومن التي قالت أنني لن أنجح في الطب، أو من رفيقاتي التي كنت متفوقة عليهن، وأخاف أن يكون سبب حالتي الحسد، ولكن من معي يدرسون بصفة طبيعية رغم حسد الناس لهم، فالعام الماضي كنت أدرس بصفة عادية؛ لأنه كانت لدينا مواد فهم كثيرة لذا كانت الدراسة ممتعة قليلا، ولكن الآن أصبحت كلها حفظ وكثافة البرنامج، ولا أخفي أنني أشعر بضيق عندما أدرس عن الخلايا والأشياء الدقيقة أحس أنه شيء مقزز، ولكن هناك من قال لي: إن هذا سيزول بالاعتياد، واستصعبت إعادة البكالوريا، ولا أستطيع تحديد هدفي غير حبي للتحليل والفهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نصيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

دائما بالنسبة للطلاب حين يودون اختيار المسار العلمي لهم تكون هنالك تأثيرات من الأهل ومن الظروف الأسرية وموضوع الرغبة والدرجات التي تحصل عليها الطالب، فهنالك عدة عوامل هي التي تحدد الكلية التي سوف يذهب إليها الطالب.

وأنا دائما أنصح الناس بالتمسك بكلمة (رفق)، كلمة طيبة وجميلة مناسبة في اختيار المسار العلمي، فالراء ترمز للرغبة، والفاء ترمز للفرصة، والقاف ترمز للقدرة، هذه الثلاثة (الرغبة – الفرصة – القدرة) إذا اجتمعت يمكن للإنسان أن يختار من خلالها الكلية التي يريدها والمسار العلمي الذي يتطلع إليه، أو على الأقل إذا أوفى اثنين من هذه الشروط (الرغبة والفرصة) مثلا، أو (الفرصة والقدرة)، أو (الرغبة والقدرة) هذا سوف يكون كافيا في تحقيق ما يصبو إليه الإنسان.

الآن أنت – أيتها الفاضلة الكريمة – طالبة في السنة الثانية بكلية الطب، ولابد أن يكون مفهوم (رفق) قد لعب دورا في اختيارك، فأنت في فرصة جيدة، حتى وإن كانت الرغبة فيها شيء من عدم التأكد إلا أن القدرة موجودة، فالقدرة الفكرية والقدرة الاستيعابية موجودة الحمد لله تعالى، فأعتقد أن ترددك الآن يجب أن يحسم، ويجب أن يغلق هذا الباب تماما، وأنا على ثقة تامة أن اختيارك كان اختيارا صحيحا، وكان اختيارا سليما، ولا تتركي العوامل الوسواسية والعوامل القلقية تجعلك كثيرة التردد، على العكس تماما، أنا على قناعة تامة أن الفرصة التي أتتك استطعت – الحمد لله تعالى – الاستفادة منها بصورة ممتازة.

فتوكلي على الله، وكوني قوية العزيمة والقصد في التحصيل العلمي، وكوني مجتهدة، واقرئي وزيدي من معلوماتك حول التخصص الذي تودينه وسوف تقبلي على دراستك بصورة أفضل وأحسن، ودائما انظري للأمور مستقبلا، مثلا بعد خمس إلى ست سنوات من الآن؛ أين أنت؟ طبعا تخرجت، والحمد لله بدأت التخصص، وإن شاء الله الزواج، والعمل الجيد ... فلا تعيشي في ضعف الماضي، عيشي في قوة الحاضر وأمل المستقبل، هذا أفضل لك.

لا تشغلي نفسك بموضوع الحسد، الحسد موجود نعم، لكن حصني نفسك، والإنسان مكرم، والإنسان دائما في حفظ الله ورعايته.

أحسني إدارة وقتك، عليك بالنوم الليلي المبكر، مارسي أي نوع من الرياضة تناسبك، رفهي عن نفسك بما هو طيب وجميل، احرصي على عباداتك، خاصة الصلاة في وقتها، وأنا إن شاء الله تعالى أراك طبيبة متميزة، لكن أغلقي باب التردد هذا، لا رجعة الآن، إنما عزيمة وقوة وإصرار، وسير إلى الأمام، ونجاح وتميز بحول الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات