السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب جامعي تخصص الفيزياء، عندما كنت في السنة الأولى عانيت من صعوبة المنهاج، وكانت هناك طالبة مجتهدة تواصلت معها من أجل الدراسة، وقد ساعدتني، لفتني فيها أنها كانت مهذبة لا تتكلم بكلام خارج الموضوع، وكانت مؤدبة، وبصراحة هذه هي مواصفات فتاة الأحلام.
بقي التواصل قائما حتى السنة الثانية والثالثة، حتى أبلغتني أنها ستحظرني لأنني لم أعد أحتاجها، فقد أصبحت في السنة الثالثة ولا حاجة لي بالتكلم معها، وأنا هنا اعترفت لها بأني أحبها وأنني أريد خطبتها، استغربت الفتاة بشدة من تصرفي إلا أنني بعد 5 أشهر أرسلت والدتي لخطبتها، لكن جاء الرد بالرفض لحين انتهاء الدراسة، مع تبييت عدم الموافقة كما أبلغتني.
كانت الفتاة أيضا معجبة بي حتى تعلقنا ببعضنا، وهذا والله باب من أبواب الشيطان كنت أحذر وقوعه، إلا أنني قلت أنا أريدها في الحلال، ولا أبغي غير ذلك، وهي أحبتني عندما رأت صدقي.
اليوم أنا في السنة الرابعة، وأنهيت الفصل الأول، أخبرتني على البريد المخصص بي أن هناك عائلة تقدمت لخطبتها، وقد أبدى أهلها الموافقة، لكن بعد التخرج، وهي ليست موافقة وتقف بجانبي، وبصراحة هي خجولة جدا، وفي مثل شعبي عندنا (القط بيأكل عشاءها)، طبعا عندما كنا نتواصل لم نخرج خارج الطريق، ولم نتكلم بكلام فاحش أبدا -والحمد لله-، بل جل حديثنا عن الجامعة وعن الأشياء التي نحبها ونكرهها وتفاصيل أيامنا، طبعا كل شهر كنا نتكلم مرة واحدة فقط، وأخيرا قررنا عدم الكلام لعل الله أن يكرمنا ويجمعنا وكان قرارها هي طبعا، أفيدونا.
جزيتم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك – أيها الابن الكريم – نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يكتب لكم جميعا النجاح، وأن يوصلنا جميعا إلى جنته دار الفلاح.
لقد أحسنتما بالتوقف عن أي تواصل خلال هذه الفترة، حتى يكون لهذه العلاقة غطاء شرعي، وحتى توضع الأمور في وضعها الصحيح، فإن من يريد الحلال ينبغي أن يسلك السبل الحلال الموصلة إلى الحلال، وأرجو أن يبارك الله تبارك وتعالى لكما في هذه العلاقة، ويبارك لكما في هذا القرار الصائب الذي فيه الطاعة لله تبارك وتعالى، فإن الإسلام لا يقبل بأي علاقة بين شاب وفتاة إلا أن يكون لها غطاء شرعي.
وإذا كانت فترة الدراسة كان هناك تواصل فأيضا تشكرا على أن العلاقة كانت نظيفة، وأنها كانت في أمر الدراسة، وإن كنا دائما نفضل للشباب أن يتواصلوا ويطلبوا المساعدة من أمثالهم، وأن تطلب البنت المساعدة من البنات من مثيلاتها، ولكن نسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر لنا ولكما ما حصل من التقصير، وأرجو أن تعلما أن إصرارها وصبرك وأيضا تكرارك للمحاولات هي مسائل في غاية الأهمية.
وعليه فنحن نقترح عليك - إذا انتهيت من دراستك، وأكملت الفصل الثاني – أن تبعث بأهلك مرة أخرى لتثبت لهم أنك لا زلت على العهد والوعد، وهي بدورها أيضا عند ذلك تستطيع أن ترى مصلحتها وتقدر ما فيه المصلحة، ولكن في مثل هذه الأوضاع يكون مفيدا جدا للفتاة أن يكون الشاب هو الذي يكرر المحاولات، ويدخل أصحاب الوجهات، ويتخذ السبل الموصلة إلى أهلها ومحارمها، حتى يكونوا في صفه وحتى يقتنعوا معه بإكمال المشوار.
إذا عليكما أن تستمرا الآن في الاجتهاد في الدراسة، ثم عليك أن تستمر في الدعاء، ثم إذا انتهت الدراسة عليك أن تبعث بأهلك مرة أخرى، يعني: كأنك تختبر رأي الأسرة مرة ثانية، وأرجو في هذه المرة أن يكون معك أصحاب وجهات (علماء فضلاء، دعاة) من الذين يمكن أن يؤثروا، حتى يتركوا أثرا على أسرة الفتاة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير.
الذي فهمناه أن هذا الشاب تقدم لكن ليس هناك خطبة رسمية، لأنه إذا وجد خطبة رسمية فلا يجوز الخطبة على خطبته، ولكن فهمنا أن أهلها وافقوا، لكن صاحبة المصلحة لم توافق، فالعبرة بموافقة الفتاة.
وعلى كل حال: نكرر مرة أخرى ضرورة الاستمرار في التوقف في هذه العلاقة، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والنجاح والسداد.