ابنتي لا تقول أمي.. ماذا أفعل معها؟

0 354

السؤال

السلام عليكم.
مشكلتي في ابنتي التي تبلغ من العمر 12 سنة لم أسمع منها كلمة أمي ولا حتى أباها لا تناديه، حاولت أغير من طبعها ولكني فشلت حتى أمام أي إنسان مستحيل تقول: أمي أو أبي، إنها عنيدة، وتبرر تصرفها بأنها تحرج تقول أمي وأيضا لا تصلي من نفسها إلا إذا قلنا لها وبعصبية، أختها ليست مثلها وهي الكبيرة من بين أطفالي، أريد النصيحة ماذا أفعل معها؟ فهل من حل؟ رغم أني أشك بأن ابنتي سيفيد معها شيء.

والسلام عليكم ورحمة الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ أم العيال حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

إن دعاء الوالدين أقرب للإجابة فأخلصوا في الدعاء لها، واجتهدوا في إشباعها عاطفيا، وعليكم بزيادة الاهتمام بها، والابتعاد عن مقارنتها بغيرها وخاصة مع أختها وأخواتها وزميلاتها.

ولست أدري هل كان رضاع هذه الطفلة طبيعيا؟ وهل مرت بكم أحوال صعبة وتوترات في فترة حملها؟ وهل كنت متضجرة؛ لأنها جاءت في وقت غير مناسب؟ وهل شاركت جداتها وأطراف أخرى في تربيتها؟ وهل هي الطفلة الكبرى في المنزل؟ وهل تضايق والدها من كونها أثنى كما يفعل بعض من يسير على درب أهل الجاهلية الذين كان أحدهم إذا بشر بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم؟

ولاشك أن الإجابة على التساؤلات السابقة تكشف جزءا مهما من أسباب الظاهرة وتعطي إشارات مضيئة في طريق العلاج، وذلك لأن الطفل يتأثر بكل ما ذكر ويعرف هذه الأشياء ويعبر عن رفضه بالعناد وترك الثدي مبكرا، والتمرد على الأوامر، وقد يكون رفض الطفل لما يطلب منه رغبة في الظهور أو تعبيرا عن حاجة للعاطفة أو تأثرا بصديقات وزميلات.

وأرجو أن نبدأ مشوار الإصلاح بثقة وقناعة إيجابية فلا تقولي: أشك أني ابنتي سيفيد فيها شيء، فإن هذا الكلام إذا سمعته سوف يكون له آثار خطيرة، ولا تكثري الشكوى منها أمام الناس وخاصة من تحبهم فإن ذلك يعمق في نفسها روح المكابرة، وقد تقول في نفسها: (لا أحد يستطيع أن يوجهني لقد أتعبت الجميع).

وإذا كانت هذه الطفلة لا تردد كلمة أبي وأمي، وأنها تحرج من ذلك، فأرجو أن نطالبها بأن تقولي يا والدي ويا والدتي أو غير ذلك من الألفاظ، وإذا تحقق الاحترام المطلوب، فلن تضر الألفاظ، مع ضرورة تقدير قولها أنها تحرج والبحث عن أسباب ذلك الحرج، فقد يكون السبب هو عدم وجود هذه الألفاظ في إطار المجتمع الذي أنتم فيه، وقد يكون السبب في أن الناس تعارفوا على أن من يقول أبي وأمي هو الطفل الصغير، وهذه الطفلة على أبواب مرحلة تشعر أنها خرجت من حياة الطفولة.

أما بالنسبة للصلاة فلابد من الاهتمام بأمرها والحرص على أداء الصلاة في جماعة في المنزل والثناء عليها عندما تؤدي الصلاة، وبيان أهمية هذه العبادة، وأن نكون نحن قدوة حسنة مع رعاية اللطف في أمرنا لها بالصلاة، فإن ذلك مما يعينها على قبول كلامنا، وأخشى أن تقولوا لها أختك أفضل منك أو أختك تصلي وأنت ... ولكن الصواب أن ننظر إلى الجوانب الإيجابية فيها، فنمدحها، ثم نطلب منها الاهتمام بجوانب الخلل كأن نقول نعمت التلميذة فلانة لو كانت تواظب على الصلاة، أو نقول لها أنت جملية وناجحة وعاقلة، وما أحوج هذه الإشراقات إلى محافظة على الصلوات تكملين بها عقد اللؤلؤ.

والفرق كبير بين من يوقظ أبناءه للصلاة بالصياح والزجر وبين من يقبل خدودهم ويمسح على رؤوسهم ويلاطفهم ويرفق بهم، نحن نخطئ حين ندفع أبناءنا للعناد من حيث أردنا لهم الخير.

والله ولي التوفيق والسداد.



مواد ذات صلة

الاستشارات