السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجوكم أجيبوني على هذه الأسئلة الثلاثة:
أحد الموظفين كنا (أنا وهو) نعمل واقفين نؤمن في السد الأمني للسيارات، وكان يناقش معي موضوع ديني وكان هو الذي يتكلم فقط وأنا لا أريد النقاش معه، لأن نقاشه فيه نوع من الخوف من الناس، وفجأة كانت المسافة بيننا قريبة، وهو يتكلم رفع كف يده وضربني ضربة متوسطة الجهد بكفه كاملا في جهة الصدر من الجهة اليسرى (مكان تواجد قلبي)، ولم أؤمن جهة القلب بيدي لأنني لم أكن أظنه أنه سوف يرفع كف يده ويلمس الجهة اليسرى على قلبي، وهو يأكد لي كلامه في نطاق الدين، وانزعجت مما فعله معي وأنا لا أعرفه حق المعرفة، قلت له أول مرة في حياتي يرفع أحد كفه ويضربه نحو ناحية تواجد قلبي، وقد استغربت من هذا الموقف، ولربما هو إنسان مجنون على ما بدى لي وما كان يجب علي التعارف عليه منذ الأول أو الحديث معه.
ماذا ترون في هذا الأمر الغريب؟ علما بأن قبل أيام من وقوع هذا الموقف كنت متساهلا معه في الحديث والتأدب في الكلام معه، وقلت أنا الوحيد بالعالم والذي ضربت على قلبي بهذه الطريقة من شخص بكف يده، هل أنا الوحيد بالعالم كله فعلا؟ أنا قلق وخائف جدا أن تكون تلك الضربة بكف يده أثرت على قلبي، فبماذا تنصحونني؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك التواصل المستمر مع موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن ينفع بك بلاده والعباد.
لا شك أن الإنسان عندما يناقش إنسان في أمر شرعي وتكون بينهما نوع من الأريحية والتساهل تحدث مثل هذه التصرفات، ونحن حقيقة لا نؤيد مثل هذه الأعمال، لكن أرجو ألا تأخذ أكبر من حجمها، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لهز أمنا عائشة، قالت: (فلهز في صدري لهزة أوجعتني) واللهز هو الدفع في الصدر بقوة، وضرب -صلى الله عليه وسلم- يده على صدر علي، قال علي: (فضرب يده على صدري) وفي رواية (فوضع يده على صدري) ثم دعا له، وضرب صدر جرير، قال: (فضرب يده على صدري حتى رأيت أثر يده في صدري) ثم دعا له، وأيضا وضع يده على صدر عثمان بن العاص، قال عثمان: (فوضع يده على صدري) ودعا له، ووضع يده على صدر فضالة بن عبيد، ولذلك بعض الناس يألفوا مثل هذه اللمسات التي قد تكون للاستنكار الكلام أو لتنبيه الإنسان، أو كنوع من الملاطفة للإنسان.
ولذلك أرجو ألا تأخذ المسألة أكبر من حجمها، وحقيقة عنصر المفاجأة وأنك لم تعتد مثل هذا التصرف، فبعض الناس عندما يتكلم معك تتحرك يده، لأنه يتكلم بيده، ولعل هذا الرجل من هذا النوع.
لكن نحن ننصحك أيضا ألا تتجادل مع أقوام ليست بينك وبينهم معرفة واسعة، ولا تقف طويلا أمام هذا الذي حدث، ونحن نطمئن أنك بعافية، لأنك تكتب هذا السؤال وتذكر هذا الموقف، وأنت ولله الحمد بعافية، وهذا القلب الذي وضعه الله في هذا المكان له حماية من هذه الأضلاع التي خلقها الله تبارك وتعالى، ومن مهامها الكبرى أضلاع القفص الصدري حماية هذا القلب.
نسأل الله أن يعينك على الخير، وليس هناك داعي للخوف، ونسأل الله أن يكتب لك السلامة، وأن يهدي هذا الشخص، ومن حقك إذا قابلته مرة أخرى أن تتفادى، أو أن تنبهه بأن لا يكرر هذا الذي عمله، ونسأل الله لنا ولكم الحفظ والصيانة والهداية.