السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور الفاضل: محمد عبد العليم، أسأل الله العظيم أن يرزقك الفردوس الأعلى أنت وكل القائمين على هذا الموقع على ما تقدمونه من مجهود متميز ورائع، بارك الله لكم جميعا.
عمري 50 سنة، سافرت إلى دولة خليجية منذ خمس سنوات بحثا عن الرزق، بعد خسارة كل ما أملك من أموال في البورصة، وصلت لبلد الغربة وبعد 4 أشهر عانيت من ألم حارق وسخونة أسفل القدمين، وذهبت لطبيب أعصاب وأجريت رسم تخطيط للأعصاب، واتضح أنني أعاني من التهاب أعصاب محيطية، وذهبت لجميع التخصصات الطبية وأجريت تحاليل سكر وغدة وفيتامينات وكوليسترول، وروماتويد ودهون وأشعة على الرقبة والظهر وكلها كانت سليمة -والحمد لله-، ومع ذلك أخذت أكثر من 50 حقنة ب 12، وحوالي 25 أمبول حقن سيبرولايسين دون تحسن يذكر، وللأسف لم أتوصل لسبب الألم الحارق الذي ينغص علي حياتي منذ أكثر من خمس سنوات.
نسيت أذكر لك أن هذا الألم الحارق مرتبط بالأكل، بمجرد الانتهاء من الأكل في غضون من نصف ساعة لثلاث ساعات، وأحس أن رجلي تحترق.
بطبعي أنني إنسان أحب العزلة والانطواء، تغربت عن أولادي وأتقطع من ألم الفراق، عانيت من الاكتئاب لفترات طويلة.
سؤالي هل الاكتئاب يمكن أن يسبب التهاب أعصاب لعدة لسنوات؟
جاءتني أكثر من نوبة هلع، ذهبت للدكتور كتب لي سيبرالكس، تحسنت عليه ولكنني تركته لأنه سبب لي شراهة في أكل الحلويات.
حاليا أتناول سيبمالتا 60 كبسولة يوميا منذ أسبوع.
ماذا أفعل، وإلى أين أذهب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أشرف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: ما تصفه هو فعلا من الآلام المزعجة، ولكنه -إن شاء الله- ليست خطيرة، وهذه الحالات كثيرا ما تستجيب لمضادات الاكتئاب، حتى ولو جزئيا، وبعض العلماء من الأطباء النفسيين اعتبروها موازيات أو معادلات للاكتئاب، ففي هذه الحالة نعتبر أن العلاج عن طريق مضادات الاكتئاب أمر مطلوب، -وإن شاء الله تعالى- يفيد.
وأنت ذكرت صراحة أنك عانيت من الاكتئاب لفترة طويلة، هل هو السبب في هذه الآلام العصبية، أم أن الآلام العصبية مما سببته لك من ضجر وتوترات أدت إلى الاكتئاب؟ وكلا الحالتين جائز.
(سيمبالتا Cymbalta) هو دواء مثالي جدا، دواء ممتاز جدا، ودواء فاعل حقيقة لعلاج هذه الحالة، وفي الماضي كنا نستعمل عقار (أميتريبتيلين Amitriptyline) والذي يعرف باسم (تربتيزول Tryptizol)، هو من مضادات الاكتئاب الممتازة، ثلاثية الحلقات، وعرف عنه أيضا أنه مفيد جدا في هذه الحالة، لكن الآن السيمبالتا هو الدواء الأحدث والدواء الأفضل، وربما تحتاج أن ترفع الجرعة بعض الشيء.
أيضا يوجد عقار (لاريكا Lyrica) والذي يسمى علميا (بريجابالين Pregabalin) ربما تكون قد سمعت عنه، هو دواء أيضا يساعد كثيرا في علاج هذه الحالات، لكن بكل أسف هذا الدواء أسيء استخدامه من بعض المدمنين، لكن الإنسان إذا تناوله بجرعة خمسة وسبعين مليجراما مثلا ليلا أعتقد أنه سيكون علاجا داعما ومفيدا لك أيضا، وحاول أن تشاور طبيبك حول استعمال هذا العقار بجرعة طبية صغيرة.
أنا أعتقد أيضا إضافة فيتامين (ب 1، وب 6، وب 12) لا بأس به، والأشياء مثل العلاج الطبيعي أريدك أيضا أن تنخرط فيها، وأعتقد بهذه الكيفية تكون قد استكملت كل الوسائل العلاجية الممكنة، وبعد ذلك تلجأ للتجاهل، وتكون متفائلا، والأمر ليس فيه خطورة، ويعرف عن هذه الحالات التي فيها شيء من عدم الوضوح الكامل من الناحية التشخيصية أن الإنسان إذا ركز عليها وشغل نفسه بها سوف تزيد الأعراض.
فيا -أخي الكريم-: حاول أن تصرف انتباهك بقدر المستطاع، وأنا أوضحت لك المنهجية العلاجية الدوائية التي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وأشكرك كثيرا على ثقتك في استشارت الشبكة الإسلامي وفي شخصي الضعيف.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.