حلمي في دراسة الطب تبخر، فكيف أرضى بالواقع؟

0 12

السؤال

السلام عليكم.

عمري 19 سنة، نجحت في الثانوية بمعدل 93%، والتحقت بكلية التربية لأصبح معلمة، علما أني كنت أحلم بالطب منذ الطفولة، ولكن الله لم يقدر لي ذلك.

كنت في الثانوية أعاني من القلق، راجعت الطبيب فأخبرني أني شديدة القلق، أحاول أن أرضى بوضعي الدراسي، لكني لا أستطيع، كنت أرغب بالالتحاق بأي فرع طبي، ولكن ظروف أسرتي لا تسمح، وتأتي فترة الاختبارات وأدخل في حالة نفسية، أتذكر حلمي في الطب والذي حاربت من أجله، كنت طوال مراحل الدراسة متفوقة، وكنت أعاني قليلا من التوتر، ولكن في الثانوية ازدادت الحالة، وكنت دائما أتصور أني لا أصلح للطب، وأني فاشلة، وحتى في الجامعة أشعر أني فاشلة، ولن أحقق شيئا، لأني لا أريد أن أصبح معلمة.

أطلب من الله الرضا، كيف أتخلص من القلق والتفكير واليأس؟ أريد النجاح، فقد يئست، وأدعو الله أن يريحني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.

المعدل الذي حصلت عليه وهو (93%) لا شك أنه معدل ممتاز من وجهة نظري، يدل على مقدراتك، وبالنسبة لاختيار المسار العلمي: دائما نحن نقول أنه يعتمد على الرغبة وعلى الفرصة الموجودة وعلى القدرة، وأقصد بذلك القدرة الأكاديمية، وكذلك القدرة المادية، وأنا أحب أن أجمع هذه الثلاثة في كلمة (رفق)، لأن ما كان الرفق في شيء إلا زانه.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت الآن التحقت بكلية التربية، وأنا بكل صدق وأمانة أقول لك أن كلية التربية من أفضل الكليات، والآن هناك توجه عام في كل العالم نحو تسهيل القبول في كليات التربية وكليات التمريض، لأن هنالك حاجة كبيرة جدا لهذين التخصصين.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: أنا حقيقة لا أريدك أبدا أن تصابي بأي نوع من الأسى أو الأسف لأنك لم تلتحقي بالطب، لا. هذا هو الموجود، وهذه هي الفرصة التي أتيحت لك، مهما كانت ففرصتك كانت في التربية، وأنت تحدثت عن القدرة المالية، فإذا أعتقد أن ما كتبه الله لك هو الذي يفيدك بحول الله وقوته، والإنسان يمكن أن يتميز في أي مسار وفي أي مرفق من مرافق الحياة، وهذا -إن شاء الله تعالى- يفتح لك آفاقا كثيرة، فأرجو أن تكوني من المتميزين في مجالك، وأمامك فرصة للتطور، للحصول على الماجستير، للدكتوراه، ليس الأمر فقط التدريس، ويمكن أن تقومي بعمل شهادات إضافية، في مجال التربية السلوكية، الآفاق كبيرة وكبيرة جدا.

فأرجو منك الرضا، لأن الرضا من أعظم السمات ومن أعظم الصفات التي يمكن أن يتحلى بها الإنسان، فابني قناعاتك على هذا الأساس، وما تعانين منه من قلق وتفكير -إن شاء الله- يتحول إلى قلق إيجابي وإلى تفكير إيجابي، لأن الإنسان محتاج للقلق ليحفزه، ليدفعه الدفع الإيجابي. نعم إذا زاد القلق أكثر مما هو مطلوب قد يأتي بنتائج عكسية، لكن دائما إذا التفتنا إلى أن القلق يمكن أن نوجهه التوجيه الإيجابي؛ هذا سيكون مفيدا جدا لنا.

الأشخاص الذين ليس لديهم أي درجة من القلق، بل ليس لديهم شيء من الدافعية أو الإحساس؛ هؤلاء يصابون بالفشل ولا شك في ذلك، لكن الذي يقلق يمكن أن يوجه قلقه ويجعله قلقا إيجابيا.

ومن أفضل الطرق لأن نحول القلق إلى قلق إيجابي هو من خلال حسن إدارة الوقت، ضعي نوعا من الجدول اليومي، كتابة أو ذهنيا، وأديري من خلاله وقتك، وأول ما أنصحك به هو تجنب السهر، النوم الليلي المبكر، الاستيقاظ المبكر، أداء صلاة الفجر في وقتها، النوم الليلي المبكر يؤدي إلى ترميم كامل في الخلايا الدماغية والجسدية، ويجعل الإنسان يستيقظ في حالة من النشاط والتفاؤل، لأن البكور أصلا فيه بركة عظيمة.

ورد حديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه دعا فقال: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)، وأنا أعرف من يبدؤون المذاكرة بعد صلاة الفجر، وهؤلاء من الذين تميزوا، والإنسان حين يبدأ يومه بداية صحيحة سوف يكون بقية اليوم نشيطا وطيب النفس، ويكون يومه سلسا وجميلا ومريحا جدا.

هذا هو الذي تحتاجين له. أيضا أريدك أن تطبقي بعض التمارين الرياضية، والتمارين الاسترخائية (تمارين التنفس التدرجي، وتمارين قبض وشد العضلات ثم إرخائها) فيها فائدة كبيرة جدا، افتحي أي برنامج على اليوتيوب يوضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، وطبقيه، وسوف تجديه مفيدا جدا.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات