أشعر بقلق وتوتر نفسي بعد حالة الفزع التي أصبت بها، فبماذا تنصحونني؟

0 24

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ حوالي شهرين أصابني ضيق شديد في التنفس ليلا، وأصابني الفزع والخوف، وعند قياس الضغط كان مرتفعا جدا، حيث كان رقم القياس الأعلى (210)، فذهبت إلى طبيب الباطنة، وقام برسم القلب، وقياس الضغط، وتحاليل خاصة بالكلى، وكانت النتيجة بأن الأمور طبيعية، وراجعت ارتفاع ضغط الدم إلا أنني كنت أتناول المسكنات والبروفين بسبب إصابتي بإنفلونزا قبلها، ويومها كانت ضربات القلب سريعة وقوية، أشعر بها في كل جسمي.

نصحني الطبيب بتناول (أندرال 10 مليجرام) عند اللزوم، ومن يومها ودائما تفكيري سلبي، ظللت فترة أعاني من صعوبة في النوم بسبب الخوف من ضيق التنفس، وكنت أصحو على تسارع نبضات القلب أثناء النوم إلا أن هذه الحالة اختفت منذ حوالي أسبوعين، وأصبح عندي هوس قياس الضغط دائما، وقياس نبضات القلب، مع الخوف من الخروج من المنزل، وفقدان الشغف في الحياة، علما بأنه كان تصادف مرض أقاربي خلال هذه الفترة مما يزيد من التأثير السلبي، وكلما أشعر بالراحة أعود بالتفكير إلى الحالة التي كنت عليها، وتعود حالة الضيق.

وصرت أستغرب أن الناس تعيش وتمشي بشكل طبيعي دون أن تخاف من الموت، أو المرض، أو من مرض كورونا، وهذا الموضوع أصابني منذ حوالي 7 سنوات، لكنه انتهى وعاد في الفترة الأخيرة.

أرجو منكم الحل، علما بأن قياس الضغط غالبا يكون (140/60) وللأسف أحيانا أمارس العادة السرية وأشعر بالضيق بعدها، أرجو منكم الحل، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حدث معك منذ شهرين كان نوبة هلع (panic attack)، والتي ذكرت في نهاية الرسالة أنك كنت تعاني من نوبات مشابهة لها في السابق، وتلك النوبة عبارة عن ضيق شديد في التنفس، مع احمرار في الوجه، وتسارع في نبض القلب، ورعشة.

ونوبات الهلع هذه تتعلق أساسا بأسباب نفسية وغالبا ما تظهر لأول مرة بعد حادثة بعينها قد تذكرها وقد تنساها، وتتكرر تلك النوبات من الرعشة، وضيق التنفس، وارتفاع ضغط الدم كلما حدث معك حادث أو موقف مزعج.

وارتفاع ضغط الدم له علاقة بحالة الخوف التي تعاني منها وليس ارتفاعا حقيقيا، ويحدث نتيجة لارتفاع هرمون الخوف (أدرينالين) في الدم وهذا ما يؤدي إلى تسارع نبض القلب، والرعشة، واحمرار الوجه، ولكي تطمئن يمكنك قياس ضغط الدم في أقرب صيدلية، أو عند ممرض، أو طبيب صديق في الصباح الباكر، وسوف تجده طبيعيا -إن شاء الله-، ولا بأس من تناول حبوب (إندرال 10 مج) مرتين في اليوم لعدة أسابيع لتهدئة نبض القلب.

والتشخيص والعلاج يحتاج إلى زيارة طبيب نفسي لعمل عدة جلسات تسمى بالعلاج المعرفي والسلوكي -أي معرفة طبيعة المرض وكيفية التعامل معه-، وعموما لعلاج نوبات الهلع والتوتر والقلق دون الحاجة إلى زيارة طبيب يمكنك تناول حبوب (cipralex 10 mg) التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيوتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية والمزاجية، حيث نبدأ بجرعة (10 مج) لمدة شهر، ثم جرعة (20 مج) لمدة 10 شهور، ثم جرعة (10 مج) مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.

ومن بين تلك الأدوية أيضا كبسولات (بروزاك prozac 20 mg) كبديل ممتاز وأقل في الثمن، ويتم تناول كبسولة واحدة يوميا لمدة شهر، ثم كبسولتين مرة واحدة لمدة 4 شهور، ثم كبسولة واحدة لمدة شهر، ثم التوقف عن تناوله، وسوف يمن الله عليك بالشفاء -إن شاء الله-.

مع أهمية ضبط مستوى الضغط تناول (D) من خلال تناول فيتامين (D3) الأسبوعية 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لعدة شهور، مع ضرورة أخذ قسط كاف من النوم لضبط الساعة البيولوجية، والحصول على الهرمونات المسكنة التي تفرز أثناء النوم ليلا، ولذلك ننصحك بالنوم ليلا مدة لا تقل عن 6 ساعات، ونوم القيلولة لمدة ساعة أو أقل ظهرا، وسوف ينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة -إن شاء الله-.

وننصح بممارسة رياضة المشي، والانخراط في الحياة الاجتماعية المحيطة، والتواصل مع الآخرين، مع أهمية أداء الفروض، والاجتهاد في النوافل والصدقة؛ لأن كل ذلك يحسن من مستوى هرمون سيروتونين في الدم، وبالتالي يساعد في علاج الكثير من الأمراض النفسية مثل الخوف المرضي، والتوتر، والهلع.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات