السؤال
السلام عليكم
صديقة مقربة تقول لي: إنها ترى في ثياب زوجها بعد استيقاظه من النوم سائلا فلا تدري أهو منيا أم أن للرجل إفرازات مثل المرأة؟ علما بأنها تقول إنه يذهب ليغتسل بعد استيقاظه من النوم، وهي تخاف أن يكون ممارسا للعادة السرية، علما بأنها سألته عن الذي تراه في ثيابه فيقول: إنها إفرازات عادية، فهي إنسانة شكاكة، ولا تثق به، ويظل يخاصمها حتى تعتذر منه.
علما بأن حالتها النفسية صارت سيئة من هذا الموضوع، وأنه غير مقصر معها في العلاقة، فهو إنسان مؤدب وخلوق، ويحبه الجميع، وكذلك زوجته تحبه ولا ترى شيئا يعيبه إلا هذا الموضوع، فطلبت مني النصيحة.
أنا لست أهل لها، فأرجو التكرم بالرد عليها، وجزاكم الله خيرا، وماذا تصنع معه لأنها لا تنام معه في غرفته؛ لأن لديها أطفال صغار؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة-، وشكرا لك على الاهتمام بأمر الصديقة وبهذا الموضوع، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يهدينا جميعا لأحسن الأخلاق والأقوال والأفعال، وأن يحقق لنا ولكم جميعا في طاعته السعادة والآمال.
لا شك أن حسن الظن مطلب شرعي، وخاصة لزوج بهذه المواصفات العالية، والزوج أيضا يقوم بواجباته الخاصة منها والعامة، فانصحي صديقتك بأن تحسن الظن بزوجها، وعليها ألا تقف أمام هذا الأمر طويلا إذا كان الرجل يؤدي ما عليه، وعليها أيضا أن تجتهد في إعفاف نفسها وإعفافه، فليس لها أن تسأل عما يظهر على ثيابه، فربما يكون هذا فعلا من الاحتلام الذي يأتي للإنسان في النوم، وربما تكون إفرازات أخرى عندما يفكر الإنسان في هذا الأمر، وهي أعلم بزوجها، ولذلك ينبغي أن تستر عليه.
العبرة أنه يقوم بواجبه الخاص على الطريق الأكمل، ونتمنى أيضا أن تهتم بالقرب منه، خاصة بعد أن ينام أطفالها يمكن أن تذهب إليه وتكون إلى جواره. نسأل الله أن يعين الجميع على الخير.
أرجو ألا تقف أمام هذا الأمر طويلا، لأن الإنسان إذا وقف أمام هذه الأمور وأعطى الشيطان فرصة فإنه ينفخ فيها، ويضخم هذه الأمور، ويحولها إلى أزمة فعلية.
ليس لها أن تدهوره نفسيا، فإن هذا الرجل بالمواصفات المذكورة العالية وهو يقوم بما عليه، حتى لو فرضنا أنه يقصر فليس الحل في أن تنهزم نفسيا، لكن الحل في أن تذكره بالله، وأن تنصح له، وأن تجتهد في توفير الحلال له حتى لا يلجأ لأساليب أخرى.
نحن نريد أن نقول: الرجل ليس له إفرازات كالمرأة، لكن قد يخرج منه المني، قد يخرج منه المذي، وقد يخرج منه الودي، وهذه أشياء طبيعية تخرج، أما المني فالمسموح منه هو ما كان في الاحتلام، أما ما كان في اليقظة فهو ممنوع، ونتمنى ممن يغنيه الله بالحلال ألا يلجأ لهذه المسائل الممنوعة من الناحية الشرعية.
أرجو أن تطالبي صديقتك بأن تحسن الظن بزوجها، وإذا ذكرها الشيطان بهذا الموضوع ينبغي أن تقوم أولا بما عليها، ثم تتذكر ما في زوجها من الخير، وتتعوذ بالله من شيطان يريد أن يشوش عليها، ونسأل الله أن يشغلنا جميعا بطاعته، وأن يكفينا بحلاله عن الحرام.