كيف أتعامل مع أبناء أختي وأربيهم؟

0 34

السؤال

السلام عليكم.

لدي أبناء أختي، أعمارهم أربع سنوات، وسبع سنوات، هم يستمعون الأغاني ومتعلقون بها، وكلما أحاول تعليمهم أن هذا خطأ، أو أنهم إذا تركوه سأكافئهم مثلا، لا يستمعون إلي، أظن هذا لأنهم يرون والديهم والعائلة وكل من هم حولهم يفعلون مثل هذه الأخطاء، حتى تعودوا عليها ولم يؤثر فيهم كلامي، مع أنهم يحبونني ويحبون قضاء وقت معي، حتى أنني كلما أحاول أن أعلمهم شيئا مفيدا أو أحفظهم القرآن، فهم لا يريدون إلا اللعب، مع أني أتدرج معهم وأكافأهم ولكن دون جدوى، كل ذلك جزء كبير من التربية، ولكن هذا ما تربوا عليه للأسف، بدأت أشعر أني لا أستطيع أن أغير فيهم شيئا، مع وجود كل ذلك حولهم، ولا أحد من الأهل يريد أن يساعد حتى.

أرجو النصيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك بنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك هذا الاهتمام بأبناء أختك، ونسأل الله أن يقر أعينكم بصلاحهم، ونؤكد أنك خالة تؤثرين عليهم جدا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بك بلاده والعباد.

سعدنا جدا لأنك تهتمين بهداية هؤلاء الصغار، وسعدنا أيضا لأن الصغار يحبونك ويجلسون معك، وعليه فنحن نرجو أن تحرصي على غرس القيم، ومن القيم تعليمهم كتاب الله، ولكن ينبغي أن تستفيدي من قربهم معك، وترشديهم حتى من خلال اللعب، لأن هذه السن ينبغي أن يختلط فيها التعليم باللعب، وفي أثناء اللعب تأتين بأنشودة وتقولين: (هذه أفضل من الأغنية) أو تأتين بأشياء جميلة وتقرئين سورة بصوت جميل، واطلبي منهم أن يقرؤوا تلاوة، ثم تمدحين أصواتهم وجمالها، وتقولين لهم: (المسلم يتغنى بكتاب الله تبارك وتعالى، ويحسن صوته بتلاوته).

نحن سعيدون جدا بهذه المحاولات منك، وبهذا الاجتهاد الذي نرجو أن يستمر، ونؤكد أن اهتمامك بالصغار سيجعلك المؤثر الأول والأكبر عليهم ومعهم، ولذلك أرجو ألا تيأسي، أرجو ألا تتوقفي، أرجو أن تجتهدي في أن توفري لهم جزءا من الوقت وليكن وقتا نوعيا مركزا يستمتعوا فيه معك.

ونحن نؤكد أن المهمة ليست سهلة إذا كان الأهل مهمومين بأمر الأغاني أو لا يهتمون بمثل هذه الأمور، ولكن نؤكد أيضا أن المهمة لن تكون صعبة معك إذا وجد الإصرار، لكونهم يحبونك، ولكونك حريصة هذا الحرص.

فالذي نرجوه ألا تتوقفي، وابدئي بمزاحمة ما عندهم من الأغاني بأناشيد طيبة وبحفظ سور وبحفظ آيات وبألعاب مفيدة، وبشغلهم بقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بقصص للأنبياء والصالحين، يعني: المهم أن تدخلي البرامج التي فيها خير لتزاحم ما عندهم من الأغاني وما عندهم من الغفلات، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يرفعك عنده درجات، ونؤكد أن الصغار في سن التأثير عليهم سهل، وستربحين بإذن الله تبارك وتعالى، فاحرصي على حسن العلاقة معهم، واجتهدي في إرسال الرسالة للكبار أيضا، وابدئي بمن يتأثر بكلامك وبمن يستمع إليك ويستمع لنصحك، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات