السؤال
السلام عليكم
ابنتي عمرها سنة وأربعة أشهر، بدأت أشعر بالقلق عندما كان عمرها سنة وشهرين، لا تتكلم أبدا، ولا تلتفت لاسمها، ولا يهمها شيء سوى التلفاز وباللغة الإنجليزية.
كانت مدمنة على التلفاز منذ عمر سبعة أشهر، أخذتها إلى طبيب أعصاب أطفال فنصحني بإيقاف التلفاز نهائيا، وأن تختلط مع الأطفال، وبالخروج والتكلم معها كثيرا.
في بداية الأمر بدأت ترفرف وتضحك بلا سبب، وتمشي على رؤوس أصابعها، وبعد شهر ونصف تقريبا بدأت تستجيب لاسمها أغلب الأحيان.
نادرا ما ترفرف وتوقف الضحك بلا سبب، وأصبحت تلعب معي بالكرة وتحب أن أجري خلفها، وتصدر أصواتا كثيرة لكنها لا تتكلم، ولا تشير إلى الشيء الذي تريده، ولا تقلدني.
هذا الشيء يخيفني كثيرا، هل هذا حرمان بيئي، أو توحد؟ مع العلم لا يوجد حركات تكرارية، وهل من الطبيعي ألا يتكلم الطفل في هذا العمر ولو بكلمة؟
أفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Tia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لهذه البنية العافية والشفاء.
طبعا الأطفال يختلفون كثيرا في مراحلهم التطورية الارتقائية، وتلعب الظروف البيئية -وكذلك الجينات التكوينية- دورا في ذلك، فمثلا هنالك أسر يعرف تماما أن الطفل قد يتكلم في سن مبكرة، خاصة البنت، وخاصة إذا استثمرها الأهل وبدأوا تعليم الطفل الأشياء النافعة، والعكس صحيح في أسر أخرى.
أنا حقيقة لا أرى مؤشرات مخيفة فيما يتعلق بهذه الابنة، أعرف أن موضوع التوحد -أو الذواتية- يسبب الفزع لكثير من الأمهات، ومراقبة الطفلة وتطورها قد يكون هو الحل في هذه الأوقات، نعم بعض السمات التي قد تكون مزعجة بعض الشيء، لكن لا نستطيع أن نقول أبدا أن هذه البنت لديها مؤشرات حقيقية لأن تكون واقعة في طيف التوحد، وليس هنالك حرمان، لأنك أنت تتيحي لهذه الطفلة الاختلاط ببقية الأطفال، وأنت تلاعبيها أيضا، وهذا من وجهة نظري يكفي تماما.
كل الذي أرجوه هو بالفعل ألا تقضي أوقاتا طويلة على التلفاز، وأن يكون هنالك نوع من التنوع، أن تختلط بالأطفال ما كان ذلك ممكنا، وأن تجتهدي أيضا في ملاعبتها، والألعاب البسيطة ذات الصفات التي تشجع الطفل على الاستيعاب، وأن تكون تفاعلية، أراها أيضا جيدة ومفيدة.
أرى أنه من المبكر جدا حقيقة أن ننزعج لهذه الطفلة، وعدم نطقها للكلام ليس أمرا شاذا أو غير مألوفا، هذا يحدث لدى بعض الأطفال، ويمكنك مثلا حين تراجعي طبيب الأطفال -إذا كان بهدف التطعيمات أو لسبب آخر- يمكن أيضا أن تستشيريه حول الطفلة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.