تعرفت على فتاة صالحة ولا أستطيع الزواج بها حالياً، ما النصيحة؟

0 35

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا شاب عمري 19 سنة، وتعرفت على فتاة قبل أشهر، وأحمد الله أني التقيت بها؛ لأني لم أر فتاة أفضل منها، فهي متدينة وصالحة ومتربية وعاقلة، ونفكر نفس التفكير، ولدينا نفس المخططات للمستقبل، ولم يقع أي حرام بيننا، فلا يوجد بيننا غزل، ولا كلام في الحب، ولا أي شيء، فقط تكلمنا قليلا لنتعرف على بعضنا، وطلبت مني أن أتقدم لخطبتها، وبعدها نتزوج على سنة الله ورسوله، لكي لا نقع في أي علاقة، والحمد لله أنها قالت هذا؛ لأني أريد فعل نفس الشيء.

أنا في هذا الوقت أعمل على مشروع، وأردت أن أخطبها فور نجاحي، لكي أكون على يقين أني قادر على الاعتناء بها في المستقبل، ولكن وقعت بعض المشاكل التي تتطلب بعض الوقت ليتم حلها، وأنا الآن في حيرة من أمري، هل يجب أن أتركها، لأني خائف من عدم قدرتي على الاعتناء بها، أم أتقدم لخطبتها وأتوكل على الله، عسى أن أنجح في هذا المشروع؟

لا أدري ماذا أفعل، أتمنى أن تنصحوني بشيء ما، مع العلم أني صليت صلاة الاستخارة لهذا الأمر، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أدير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - ابننا الفاضل - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يعينك على طاعته، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

أحسنت في الحرص على تحويل العلاقة الحاصلة إلى علاقة شرعية معلنة، وهذا ما نطالبك به، فإن استمرار العلاقة بالوضع المذكور لا يمكن أن يقبل من الناحية الشرعية، وعليه أرجو إما أن تتوقفوا حتى ييسر الله لكم الأمر، وإما أن تتحول هذه العلاقة إلى خطبة رسمية؛ ليكون هناك غطاء شرعي لهذا التواصل المستمر بينكم.

ونقترح عليك في هذه الحالة أن ترسل الوالدة أو يذهب أحد من أهلك ليتكلم باسمك عند أهلها، وفي هذه الحالة أمور معروفة، إذا تكلمت أنك تريدها والأسرة تريدها لك، ثم بعد ذلك ينتظرون حتى تتهيأ بما تستطيعه لأمر الزواج؛ فهذا هو الحل المناسب.

ولكن لا نؤيد الاستمرار في التواصل، حتى ولو كان هذا التواصل بريئا نظيفا؛ لأنه ليس له غطاء شرعي، والإنسان لا يضمن أي لحظة يكون فيها الانحدار، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، لذلك الشريعة تمنع هذا النوع من التواصل حتى يكون له غطاء شرعي.

ومن الغطاء الشرعي حدوث الخطبة الرسمية، بأن تتواصل أسرتك مع أسرتها، والدك مع والدها، أو والدتك مع والدتها، وبعد ذلك تأتي الترتيبات اللاحقة، أن تخبرهم بالفكرة، ثم بعد ذلك تأتي مسألة الخطبة، ولا مانع من تأخير الزواج بعد أن تكون هناك خطبة، وحتى بعد الخطبة لا بد أن تكون العلاقة في حدود؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها ولا التوسع معها في الكلام.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونكرر لك الشكر على التواصل وعلى السؤال في هذا الأمر المهم، وأرجو أن تهتم بتصحيح الوضع، ونسأل الله لنا ولكم الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات