لا أريد الزواج وأريد أن أكمل دراستي، فكيف أقنع والدي؟

0 29

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سأحاول اختصار ما يحصل قدر الإمكان، منذ أن كنت صغيرة وأنا أحلم بأن أكون دكتورة، وكلما كبرت زاد حبي له كثيرا بشكل رهيب، تخرجت من الثانوية بنسبة تساعدني لدخول الطب الحمد لله، ولكن لا يمكنني أن أدرس في نفس الدولة التي أنا وعائلتي مقيمة بها بسبب التكلفة، فوعدني أبي أن يدرسني خارجا مع أخي بعد سنتين حتى يتخرج أخي، علما أن والدي رافضان فكرة دراستي تخصص الطب تماما، وفكرة دراستي في الخارج مع أخي، ولا يوجد سبب واحد مقنع، فأنا بفضل من الله فتاة محافظة وحجابي ساتر سترا كاملا وعاقلة والحمد لله، عندما أقصد الدراسة في الخارج فأنا أقصد دولة إسلامية عربية، واقترب موعد تخرج أخي.

تقدم الآن رجل، ووالداي يريدان أن يزوجاني بأية طريقة حتى لا أدرس الطب، وينتظران أن أوافق بإصرار، وأنا لا أريد الزواج، لا أريد الزواج، لا أريد الزواج مهما كان ذلك الشخص، ورافضة هذه الفكرة، وأريد دراسة الطب، وللعلم سبب لي رفضهما لدراستي وإصرارهما ازديادا في سوء حالتي النفسية من اكتئاب، وازدياد كرهي للحياة وعدم الرغبة في العيش، أرجو أن تساعدوني بإيجاد حل.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ b. b حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك بنتنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك هذا الطموح العالي، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يعينك على بر الوالدين، وأن يعينهم أيضا على احترام هذا الجانب، الذي هو اختيارك وميلك لدراسة الطب، وأرجو أيضا ألا يكون رفضهم سبب في أن تعاندي أو تقفي في وجه والديك، ونسأل الله أن يرزقك برهم في حياتهم وبعد مماتهم.

سعدنا جدا بهذا الطموح العالي، وفرحنا أيضا بأن تقدم الشاب المناسب، الذي أرجو ألا يرفض عنادا للوالدين أو رغبة في دراسة الطب، ونحب أن نؤكد أن الزواج لا يمنع من إكمال الدراسة، بل قد يتيح فرص كثيرة، فبدل من الرفض دون تفاصيل، حبذا لو تغيرت الفكرة عندك بأنك موافقة على الزواج بشرط أن يسمح لك الزوج بأن تدرسي الطب، وهذا سيكون شرطا مفيدا، وقد يوافق عليه الزوج، وفعلا هذا ستكونين خرجت من الحرج الذي هو مخالفة أمر الوالدين.

ونحب أن نؤكد أن الفتاة مهما درست الطب أو غيره ينبغي أن تفكر في جانب الأمومة، هذا الجانب الفطري، وهذا الجانب أيضا لا يمنع من دراسة الطب ولا دراسة أشياء غير الطب، وأنت بين خيارين، يعني: نحن نقترح عليك أن تقبلي إذا كان الخاطب مناسبا وصاحب دين وصاحب خلق، وتشترطي عليه وعلى أسرتك أن يتيح لك فرصة دراسة الطب، وعندها يمكن أيضا أن تؤجلوا الزواج أو تؤجلوا الإنجاب ريث ما تكملي دراستك في موضوع الطب، وأرجو أن يكون هذا الخيار مناسب، لأن العناد يضر كل الأطراف، كما أرجو ألا يتعمق عندك جانب الاكتئاب والضرر النفسي، لأنك بذلك تعاقبي نفسك، ونسأل الله أن يهدي والديك وكل الآباء والأمهات إلى احترام اختيار أبنائهم، وحسن الحوار معهم وحسن النقاش معهم، فإذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

أرجو أن تستفيدي من طمأنينة رمضان لتحسني من مستوى الحالة النفسية عندك خاصة، وأمامك مساحة طويلة وزمن طويل حتى يتخرج الشقيق، ثم تصطحبيه وتذهبي معه لدراسة الطب، بين يدي ذلك أرجو أن يكون التفكير في الجانب الآخر، وهو جانب الاستفادة من مجيء الخاطب المناسب، أيضا تفكري في هذه المسألة، وإذا كنت لا تريدين أيضا أرجو أن يكون في الأهل – الأخوال والأعمام – من يتكلم بلسانك ويدير هذا الحوار مع أسرتك بمنتهى الهدوء، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد

مواد ذات صلة

الاستشارات