وساوس وأحلام مزعجة تلاحقني منذ ماتت أمي.

0 30

السؤال

السلام عليكم.

توفيت أمي منذ 8 أشهر، وكنت بعيدة عن المنزل و لم أرها، أصبت بصدمة، بعد ذلك بدأت تأتيني الوساوس و الأفكار السلبية، مثلا أتخيل أن خطيبي سيموت وسيتركني، ولن يكون بجانبي، أحس بتلك الأحاسيس الرهيبة، مع العلم أنه بصحة جيدة، وقبل ذلك مرض بكرونا وكان خائفا من الموت، وذلك الخوف لازمني انا بعد ذلك، عندما يحدث شيء جيد وأكون سعيدة أخاف من أن تقع مصيبة، وكذلك ينتابني الخوف والقلق، كأن ليس لي الحق أن أكون سعيدة، مع العلم أنه قبل موت أمي بمدة كنت فتاة طموحة وأحب عملي.

في بعض الأيام أسمع صوتا يقول لي أن خطيبي سيموت، أنام وأصحو بهذه الكلمة حتى أنني التجأت إلى الرقية، وقال لي الراقي: أنت ستساعدين نفسك وليس الرقية.

عندما أكون معه أخاف أن يحدث شيء، خطيبي كان في حياتي قبل وفاة أمي، ولم أكن أتخيل هذه الوساوس أبدا، أقرأ الأذكار والقرآن وأصلي -رغم أني لا أصليها في وقتها في بعض الأحيان-، وأنا من الأشخاص الذين لا ينامون في الليل، وكلما أنام أحلم بأحلام مزعجة جدا، في مرة حلمت بسحر في دمية، وفيه فتاة تراقبني، ومؤخرا حلمت بكلب أسود يقترب مني وأنا أصرخ، وكذلك حلمت بعقرب صغير لدغتني في رجلي، وحلمت مرتين أن أختي الأصغر مني ماتت، وأصحو و الدموع في عيني، وأحلم أن هناك من يغتصب أخي الصغير، وحلمت أن خطيبي تعرض لحادث ومات، والكثير من الأحلام المزعجة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونحن في هذه الأيام الطيبات، العشر الأواخر من رمضان، نسأل الله أن يتقبل الطاعات والصيام، ويجعلنا جميعا من عتقائه من النار.

أيتها الفاضلة الكريمة: نسأل الله تعالى الرحمة لوالدتك ولجميع موتى المسلمين. الأحزان يعبر عنها بطرق مختلفة وبأساليب مختلفة، وتلعب معتقدات الناس وتركيبتهم الاجتماعية دورا كبيرا في ذلك.

بعد وفاة أمك حدث لك هذا الاحتقان النفسي الذي أدى إلى ما يمكن أن نسميه بمخاوف القلق الوسواسية، ومن الواضح أنه لديك قلق، ولديك مخاوف، وكذلك لديك وساوس، وتظهر هذه الوساوس بصورة جلية في الأفكار السلبية، وحتى التأويلات المتشائمة، هذا كله فكر وسواسي ولا شك في ذلك.

بالنسبة للأحلام المزعجة هي قطعا دليل على القلق والتوتر، وأنا أقول لك: هذه الأحلام يجب أن تتجاهليها تماما، ولا تحكي عنها، أو تناقشيها مع الآخرين، اسألي الله تعالى خيرها، واستعيذي به من شرها، وحين تستيقظي منزعجة من مثل هذه الأحلام اتفلي على شقك الأيسر ثلاثا، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، وهذا يكفي تماما.

أنا أراك في حاجة لما نسميه بإعادة مقدراتك من أجل التواؤم والتوازن الوجداني، فهذا يتأتى من خلال: أولا أن تكوني إيجابية في تفكيرك، أن تحقري تماما هذه الوساوس وهذه المخاوف، وأن تتجنبي الفراغ الزمني أو الفراغ الذهني، وهذا يتطلب منك أن تحسني إدارة الوقت، وتكون لديك أنشطة متعددة، والأنشطة المنزلية، والتواصل الاجتماعي الإيجابي، والحرص على العبادات، الصلاة يجب أن تكون في وقتها، تلاوة القرآن، كل هذه الأشياء الطيبة والجميلة تؤدي إلى ما نسميه بإزاحة الأفكار السلبية الوسواسية، وبناء فكر إيجابي جديد.

احرصي على هذا النهج الحياتي، وتجنبي أيضا النوم النهاري، وثبتي وقت النوم ليلا، واحرصي على أذكار النوم، وتجنبي أيضا تناول الطعام في فترات متأخرة من الليل، لأن ذلك أيضا قد يساعد كثيرا في ظهور هذه الأحلام السلبية.

أنا أيضا سأصف لك علاجا دوائيا بسطيا جدا وسليما جدا وفاعلا جدا، يساعدك -إن شاء الله- في إزالة أعراض القلق والتوتر والمخاوف.

الدواء يسمى (سيبرالكس) وهذا اسمه التجاري، واسمه العلمي (اسيتالوبرام)، ابدئي في تناوله بجرعة نصف حبة – من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات – تناولي هذه الجرعة لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة يوميا لمدة شهر، ثم اجعليها عشرين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى عشرة مليجرامات يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرامات يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا دواء ممتاز، وسوف يفيدك كثيرا، فأرجو الانتظام في تناوله، وهو غير إدماني وغير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، وفي ذات الوقت أرجو أن تطبقي كل الإرشادات السلوكية والنفسية التي أوضحتها لك.

وللفائدة راجعي وسائل المحافظة على الصلاة: (24251 - 2133618 - 55265 - 2133618)، وعلاج الكوابيس والأحلام المزعجة سلوكيا: (2122304 - 2372136 - 2744 - 277975).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات